شرح المغربي لمقدمة السعد على تلخيص المفتاح
شرح المغربى لمقدمة السعد على تلخيص المفتاح
  (نحمدك) أى نصفك بالوصف الجميل الذى أنت أهله (يا من) المشهور جواز الإطلاق لمن كما يشهد به قوله تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ}(١) وقوله: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ}(٢)، فلعل الخلاف المنقول عن صاحب المتوسط فى غير «من»؛ فليس لإيراد عبارته كبير ثمرة حينئذ.
  (شرح) أى فتح (صدورنا) أى قلوبنا بتهيئتها (ل) علم كيفية (تلخيص) أى تنقيح وتهذيب (البيان)، وهو المنطق الفصيح المعرب عما فى الضمير(٣)، (فى إيضاح) يتعلق بتلخيص أى نحمدك يا من علمنا كيف نلخص البيان عند قصدنا لإيضاح (المعانى) بذلك البيان، (ونور قلوبنا) هو بمعنى شرح صدرنا إلا أن الأول فى علم كيفية التلخيص وهذا فى العلم مطلقا (بلوامع) متعلق بنور أى نحمدك يا من أذهب عن قلوبنا الظلمة؛ بسبب إيجاد المعانى المعلومة التى هى في قلوبنا كالنجوم اللوامع أى الظاهرة الضوء، فعلى هذا تكون إضافتها إلى قوله (التبيان) من إضافة الموصوف إلى الصفة؛ لأن المعلومات موصوفة بالبيان أى بيانها وظهورها (من مطالع المثانى) حال من اللوامع، أى نحمدك يا من نور قلوبنا باللوامع حال كون تلك اللوامع حاصلة فى قلوبنا من مطالعتنا مطالع المثانى، والمثانى جمع مثنى سمى به القرآن لأن السور والقصص تثنى فيه، ومطالع القرآن ألفاظه شبهت بمواضع طلوع الشمس؛ لأن منها تبدو المعانى، وتطلع، ويحتمل أن يكون نعتا أى اللوامع حاصلة لنا من مطالع المثانى.
  (ونصلى على نبيك محمد) أى نطلب له منك زيادة التشريف والتعظيم (المؤيد) أى الذى أيدت أى قويت (دلائل إعجازه) أى الأمور التى حصل بها إعجازه الخلق عن معارضته فى دعوى الرسالة وهى من القرآن وغيره، فدلّت على صدقه، فإضافة الدلائل إلى الإعجاز من الإضافة لمجرد الملابسة؛ لأن تلك الدلائل الكائنة من القرآن كالإخبار
(١) النحل: ١٧.
(٢) الرعد: ٤٣.
(٣) تعريفه المذكور هنا هو حدّه لغة لا اصطلاحا.