تعريف المسند إليه باللام العهدية
  بالقبول إذا يرى كان ذلك دالا على أن استحقاقه للتعظيم والقبول من أجل تلك الأوصاف؛ لأن تعليق الحكم بوصف مناسب كما أنبأ عنه هنا اسم الإشارة إلى الموصوف يشعر بعليته، ثم ينشأ عن ذلك غرض آخر وهو الترغيب فى تحصيل تلك الأوصاف.
تعريف المسند إليه باللام العهدية
  (وباللام) أى: تعريف المسند إليه باللام يكون (للإشارة) بها (إلى معهود) أى: إلى شيء من أفراد الحقيقة واحدا كان أو أكثر معهود بين المتكلم والمخاطب، وأصل العهد الإدراك، واللقاء حسا فاستعمل فى مطلق الإدراك المتقدم لاستلزام اللقاء للإدراك فى الجملة يقال عهدت فلانا إذا أدركته، ولقيته، فالعهد المفاد باللام يكون لتقدم المشار إليه صريحا، أو تقدمه كناية (نحو) قوله تعالى ({وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى}(١) أى: ليس) الذكر (الذى طلبت) ـه امرأة عمران؛ ليكون من سدنة بيت المقدس (ك) الأنثى (التى وهبت لها) أى: لامرأة عمران، فالمثال مشتمل على المشار إليه المتقدم فإن اللام فى الأنثى، ولو كان ليس من باب المسند إليه؛ لأنه مجرور للإشارة إلى معهود تقدم صريحا فى قوله تعالى: {قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى}(٢) فهو تنظير مناسب، واللام فى الذكر وهو المسند إليه للإشارة إلى معهود تقدم كناية فى قوله تعالى حكاية عن امرأة عمران {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً}(٣) فإن لفظ ما ولو كان يستعمل فى عموم الذكور والإناث لكن ذكر التحرير الذى لا يصلح إلا للذكور يدل على أنها أرادت الذكر بما؛ لأن التحرير، وهو أن يعتق الولد، ويترك لخدمة بيت المقدس إنما يكون للذكور دون الإناث؛ لأنهن عورة لا يناسبهن الانكشاف الحاصل بالخدمة وليس المراد بالكناية هنا الكناية المعلومة؛ بل المراد استعمال المبهم فى معين بقرينة، فأشبه الكناية، وقد يقوم مقام ذكر المشار إليه باللام علم المخاطب به نحو خرج الأمير إذا لم يكن فى
(١) آل عمران: ٣٦.
(٢) آل عمران: ٣٦.
(٣) آل عمران: ٣٥.