مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

(320) وأما تقييده بالشرط:

صفحة 42 - الجزء 1

  وأما تركه⁣(⁣١):

  فلمانع منها⁣(⁣٢).

(٣٢٠) وأما تقييده بالشرط:

  فلاعتبارات لا تعرف إلا بمعرفة ما بين أدواته من التفصيل، وقد بيّن ذلك فى علم النحو، ولكن لا بدّ من النظر - ههنا - فى: «إن»، و «إذا»، و «لو»:

  ف «إن» و «إذا»: للشرط فى الاستقبال؛ لكن أصل (إن) عدم الجزم بوقوع الشرط، وأصل (إذا) الجزم بوقوعه، ولذلك كان النادر موقعا ل «إن»، وغلب لفظ الماضى مع «إذا»؛ نحو: {فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ}⁣(⁣٣) لأن المراد الحسنة المطلقة؛ ولهذا عرّفت تعريف الجنس، والسيئة نادرة بالنسبة إليها؛ ولهذا نكّرت.

  (٣٢٥) وقد تستعمل (إن) فى الجزم تجاهلا، أو لعدم جزم المخاطب؛ كقولك لمن يكذّبك: «إن» صدقت، فماذا تفعل؟، أو لتنزيله منزلة الجاهل؛ لمخالفته مقتضى العلم، أو التوبيخ وتصوير أنّ المقام - لاشتماله على ما يقلع الشرط عن أصله - لا يصلح إلا لفرضه، كما يفرض المحال؛ نحو: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ}⁣(⁣٤) فيمن قرأ (إن) بالكسر، أو تغليب غير المتّصف به على المتصف به، وقوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا}⁣(⁣٥) يحتملها.

  (٣٣٠) والتغليب يجرى فى فنون كثيرة؛ كقوله تعالى: {وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ}⁣(⁣٦)، وقوله تعالى: {بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ}⁣(⁣٧)، ومنه: أبوان، ونحوه.


(١) أى ترك التقييد.

(٢) أى من تربية الفائدة.

(٣) الأعراف: ١٣١.

(٤) الزخرف: ٥.

(٥) البقرة: ٢٣.

(٦) التحريم: ١١.

(٧) النمل: ٥٥.