مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

الموازنة

صفحة 52 - الجزء 2

  ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى}⁣(⁣١)، أو الثالثة؛ نحو: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ}⁣(⁣٢). ولا يحسن أن يؤتى بقرينة أقصر منها كثيرا.

  (٦٢٩) والأسجاع مبنيّة على سكون الأعجاز؛ كقولهم: ما أبعد ما فات، وما أقرب ما هو آت.

  قيل: ولا يقال: فى القرآن أسجاع، بل يقال: فواصل.

  وقيل: السّجع غير مختصّ بالنثر، ومثاله فى النّظم قوله [من الطويل]:

  تجلّى به رشدى وأثرت به يدى ... وفاض به ثمدى وأورى به زندي⁣(⁣٣)

  (٦٣٢) ومن السجع على هذا القول ما يسمّى التشطير؛ وهو جعل كلّ من شطرى البيت سجعة مخالفة لأختها؛ كقوله [من البسيط]:

  تدبير معتصم بالله منتقم ... لله مرتغب فى الله مرتقب

الموازنة

  (٦٣٣) ومنه: الموازنة؛ وهى تساوى الفاصلتين فى الوزن دون التقفية؛ نحو: {وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ}⁣(⁣٤).

  (٦٣٤) وإذا تساوى الفاصلتان: فإن كان ما فى إحدى القرينتين أو أكثره مثل ما يقابله من القرينة الأخرى فى الوزن، خصّ باسم المماثلة؛ نحو: {وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ}⁣(⁣٥)، وقوله [من الطويل]:

  مها الوحش إلّا أنّ هاتا أوانس ... قنا الخطّ إلّا أنّ تلك ذوابل⁣(⁣٦)


(١) النجم: ١ - ٢.

(٢) الحاقة: ٣٠ - ٣١.

(٣) هو لأبى تمام، ديوانه ص ١٠٣، الإشارات ص ٣٠١، والمصباح ١٦٩.

(٤) الغاشية: ١٥ - ١٦.

(٥) الصافات: ١٧ - ١٨.

(٦) لأبى تمام، ديوانه ص ٢٢٦، التبيان ص ١٧١.