السكاكي ينكر المجاز العقلي
السكاكي ينكر المجاز العقلى
  (وأنكره) أى: المجاز العقلى الذى هو إسناد الفعل أو معناه لغير ما هو له بتأول (السكاكى) وجعل الإسناد فى أمثلته حقيقيّا، وذلك أنه قال: الذى عندى نظمه فى سلك الاستعارة بالكناية وإدخاله فى بابها، بأن يجعل الربيع فى أنبت الربيع البقل مثلا استعارة بالكناية عن الفاعل الحقيقى، ويكون نسبة الإنبات إليه قرينة للاستعارة، وبه تحصل الاستعارة التخييلية التى هى أن يؤتى بشيء من لوازم المشبه به ويذكر مع المشبه، فعلى هذا يكون إثبات الإنبات الذى هو القرينة حقيقيّا، فلا يكون المجاز فى الإسناد فههنا مستعار منه وهو المشبه به الذى هو الفاعل الحقيقى فى هذا المثال، ومستعار له وهو معنى الربيع، ومستعار وهو اللفظ المختص بالفاعل الحقيقى، وهذه أصول الاستعارة، لكن الاستعارة بالكناية لا يطلق فيه لفظ المستعار على المستعار له، ولكن يكتفى بشيء من لوازم المشبه عنه، ويطلق لفظ المستعار له وهو الربيع على الفاعل الحقيقى، والدليل على إطلاقه عليه الإتيان بشيء من لوازمه مع المشبه، وإثبات تلك اللوازم له حقيقة، ومبنى هذا الكلام كله على المبالغة فى التشبيه بجعل المشبه من جنس المشبه به فأطلق لفظ المشبه وأريد به المشبه به، وحصلت الكناية عن ذلك باللوازم المسمى إطلاقها استعارة تخييلية، وإلى هذا أشار بقوله حال كون السكاكى (ذاهبا إلى أن ما مر) من الأمثلة (ونحوه) كقوله: شفى الطبيب المريض (استعارة بالكناية) وهى عند السكاكى كما تقدم أن يذكر لفظ المشبه وهو الربيع فى المثال ويراد به المشبه به وهو الفاعل الحقيقى بقرينة نسبة شيء من اللوازم المساوية للمشبه به كالإنبات فى المثال، ونظيره تشبيه المنية بالسبع، ثم يطلق لفظ المنية على السبع بقرينة نسبة اللوازم المساوية للسبع له، وهى المخاطب فيقال مثلا: نشبت المنية أظفارها بفلان.
  أما مساواة اللازم الذى هو الإنبات للفاعل الحقيقى فظاهر؛ لأن المراد به الإنبات بالقوة وهو مساو وأما الأظفار فى السبع، فالمراد بها الأظفار المخصوصة لا مطلق الأظفار، وهى مساوية له؛ لأن غير أظفار الأسد لا ينسب لها فعل نشب على