القصر
  الفواصل - من البديع لكن يمكن أن ينخرط فى سلك المعانى من جهة أن المناسبة للفواصل بعد الإتيان بها رعاية كونها جميعا على نمط أولها كآخرها، وقدمت الإشارة إلى هذا المعنى فليفهم، والله أعلم.
القصر
  هو فى اللغة: الحبس. قال تعالى {حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ}(١) أى: محبوسة فيها.
  وأما فى الاصطلاح فهو: تخصيص شيء بشيء، أى: تخصيص موصوف بصفة أو صفة بموصوف بطريق مخصوص من الطرق الأربعة الآتية من النفى والاستثناء وغير ذلك، وهو فى الاصطلاح مأخوذ من ذلك، ولا ينافى ذلك تعديه بعلى كما قيل، واحترازنا بقولنا: بطريق إلخ، من نحو (خصصت زيدا بالعلم) فلا يسمى تخصيصا اصطلاحا، وإنما قلنا: إن أحد الشيئين موصوف والآخر صفة؛ لأن التخصيص يتضمن مطلق النسبة المستلزمة لمنسوب ومنسوب إليه، فإن كان المخصص منسوبا فهو الصفة، وإن كان منسوبا إليه فهو الموصوف.
  (وهو) أى: القصر (حقيقى وغير حقيقى) أى: ينقسم القصر إلى: ما يسمى حقيقيا، وإلى ما يسمى غير حقيقى، وهو الإضافى وذلك؛ لأن تخصيص شيء بشيء، إما أن يكون بحسب الحقيقة أى: بحسب تقرر كمال معنى هذه الحقيقة فى نفس الأمر، وذلك إضافى لا يتجاوز المخصص به إلى كل ما هو غيره أصلا، وذلك كقولنا (ما نبى خاتم إلا محمد ﷺ) فلا يثبت ختم النبوة لغيره، وإنما قلنا كذلك؛ لأن التخصيص ضد المشاركة، وهذا المعنى هو الذى ينافى المشاركة مطلقا، فهو الأولى أن يتخذ حقيقة للتخصيص فناسب أن يسمى قصرا حقيقيا وإما أن يكون بالنسبة إلى بعض ما هو غير المخصص بذلك الشيء كقولك: (ما زيد إلا شاعر) فزيد مخصوص بالشعر دون الكتابة لا أنه لا يتجاوز الشعر إلى صفة أخرى أصلا، فهذا، ولو كان فيه تخصيص مضاد لمشاركة الكتابة للشعر فى زيد هو تخصيص بالإضافة إلى معين، فلصحة
(١) الرحمن: ٧٢.