التلميح
  الضمير في أخراهم ولهم للمرتحلين بالمحبوب، وحام الطير على الماء دار عليه، وحومه جعله يحوم، ونضا بمعنى ذهب به وأزاله، والوقع جمع واقع أي: محبوس، والضمير في ضوئها وبهجتها للشمس الطالعة من الخدر، والدجنة الظلمة، وانطوى انضم وزال، والثوب المجزع هو ذو لونين، وأشار به إلى ظلمة الليل المختلطة ببياض النجوم، وكأنه أخذ من الجزع؛ لأن فيه لونين، وقوله: أأحلام نائم استعظام للواقع وتجاهل لإظهار التحير والتوله حتى لا يدري الواقع فكأنه يقول: خلط على الأمر لما شاهدت، فلم أدر هل أنا نائم وما رأيته حلم أم شمس الخدر ألمت بنا؟ أي: نزلت بالركب، فعاد ليلهم نهارا، أم حضر يوشع فرد الشمس (أشار) بذلك (إلى قصة يوشع) على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسّلام (و) إلى (استيقافه الشمس) أي: طلبه من الله تعالى وقوف الشمس لما عزمت على الغروب، وذلك أنه روى أن قتاله للجبارين الذين أمره الله تعالى بقتالهم كان يوم الجمعة، فأدبرت الشمس، وكادت أن تغرب، فخاف أن تغرب فيدخل السبت فلا يحل له قتالهم، فيفوت كمال قتالهم وغلبتهم حينئذ، فسأل الله تعالى فرد له الشمس عن الغروب، حتى فرغ من قتالهم.
  ثم أشار إلى مثال التلميح في النظم إلى الشعر فقال (كقوله: لعمرو)(١) اللام فيه لام الابتداء (مع الرمضاء) أي: الأرض الحارة التي ترمض فيها القدم أي: تحترق، والظرف حال من الضمير في أرق، أي: لعمرو أرق حال كونه الرمضاء، وفي هذا الإعراب تقديم الحال على العامل الذي هو اسم تفضيل، ولا يجوز في المشهور إلا في نحو: زيد مفردا أنفع من عمرو معانا، وليس هذا الموضع منه، وقوله (والنار) يحتمل أن يكون مجرورا عطفا على الرمضاء، فيكون في حيز الحالية، وقوله (تلتظى) حال منه أي: مع النار حال كونها تلتظى أي: تتوقد، وأما جعل تلتظى صلة الموصول المحذوف ففيه حذف الموصول وبقاء صلته ولا يرتكب إلا لضرورة فلا حاجة إليه مع إمكان ما هو أقرب، ويحتمل أن يكون مرفوعا على أنه معطوف على المبتدأ الذي هو عمرو والخبر عنهما معا قوله (أرق) وصح الإخبار باسم التفضيل عن اثنين لإفراده منكرا، وهو
(١) شرح عقود الجمان (٢/ ١٩٢).