مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

الابتداء

صفحة 704 - الجزء 2

  السقط هو الموضع الذي يتقطع فيه الرمل، أو الرمل المتقطع بنفسه، واللوى هو الرمل المعوج، ولا شك أن انقطاع الرمل إنما هو عند اعوجاجه بالأرياح، لا عند تراكمه، والدخول وحومل موضعان، والمراد بين أماكن الدخول وأماكن حومل، وبذلك صحت البينية فيه التي لا تكون إلا في متعدد، وصح بذلك عطف حومل بالفاء عليه؛ ليفيد أن له بينية أيضا، وأما لو كانت البينية معتبرة بين الدخول وحومل لم يصح العطف بالفاء؛ لوجوبه بالواو؛ إذ هي التي تعطف ما لا يستغنى عنه، أما حسن الشطر من هذا البيت فمسلم؛ لأنه أفاد به: أنه وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والمنزل في السطر واحد بلفظ مسبوك لا تعقيد فيه ولا تنافر ولا ركاكة، وأما الشطر الثاني فلم يتفق له فيه ما اتفق في الأول؛ لأن ألفاظه لم تخل من كثرة مع قلة المعنى، ومن تمحل التقدير للصحة، وغرابة بعض الألفاظ، وأحسن منه قول النابغة في ذكر الأهم في الابتداء

  كليني لهم يا أميمة ناصب ... وليل أقاسيه بطيء الكواكب⁣(⁣١)

  يقال: نصبه الهم إذا أتعبه.

  (و) الابتداء الحسن أيضا في وصف الدار (ك) ما في (قوله:

  قصر عليه تحية وسلام ... خلعت عليه جمالها الأيام)⁣(⁣٢)

  يقال خلع عليه أي: نزع ثوبه عليه بمعنى أنه نزعه وطرحه عليه، ولتضمين خلع طرح عدى بعلى، وفي نسبة الخلع إلى جمال الأيام دلالة على تشبيه الأيام برجل له لباس جميل نزعه على غيره، فجمال الأيام كلباس ألبسه ذلك القصر، وكذا قوله:

  فراق ومن فارقت غير مذمم ... وأم ومن يممت غير ميمم⁣(⁣٣)

  أي: لا ينبغي أن يفارق الذي فارقته غير مذموم، ولا أن تؤم أي: تقصد غيره، والذي قصدت ليس أهلا لأن يقصد، وكذا قوله في الغزل:


(١) الإيضاح ص (٣٦١).

(٢) البيت للأشجع السلمى، فى عقود الجمان (٢/ ١٩٤)، والإشارات (٣٢٢).

(٣) البيت فى شرح عقود الجمان (٢/ ١٩٤)، وهو لأشجع فى التهنئة بقصر بني.