أحوال متعلقات الفعل
  {وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ}(١).
  (٣٩٢) وإمّا لمجرّد الاختصار عند قيام قرينة؛ نحو: أصغيت إليه، أى: أذني؛ وعليه: {أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ}(٢) أى: ذاتك.
  (٣٩٣) وإما للرعاية على الفاصلة؛ نحو: {ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى}(٣).
  (٣٩٤) وإما لاستهجان ذكره؛ كقول عائشة ^: (ما رأيت منه؛ ولا رأى منّي)(٤) أى: العورة.
  (٣٩٤) وإما لنكتة أخرى.
  (٣٩٥) وتقديم مفعوله، ونحوه عليه: لردّ الخطأ فى التعيين؛ كقولك: «زيدا عرفت» لمن اعتقد أنك عرفت إنسانا، وإنه غير زيد، وتقول لتأكيده لا غيره؛ ولذلك(٥) لا يقال: «ما زيدا ضربت ولا غيره»، ولا: «ما زيدا ضربت، ولكن أكرمته».
  وأما نحو: «زيدا عرفته» فتأكيد إن قدّر المفسّر قبل المنصوب؛ وإلا فتخصيص.
  وأمّا نحو: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ}(٦): فلا يفيد إلا التخصيص؛ وكذلك قولك: «بزيد مررت».
  (٣٩٩) والتخصيص لازم للتقديم غالبا؛ ولهذا يقال فى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}(٧) معناه:
(١) يونس: ٢٥.
(٢) الأعراف: ١٤٣.
(٣) الضحى: ٣.
(٤) أخرجه الطبرانى فى الصغير (ص ٢٧) ومن طريقه أبو نعيم (٨/ ٢٤٧) والخطيب (١/ ٢٢٥) وفى سنده بركة بن محمد الحلبي، ولا بركة فيه، فإنه كذاب وضاع. وقد ذكر الحافظ بن حجر له هذا الحديث فى اللسان (٢/ ١٣) وقال: تفرد به بركة، وعدّه من أباطيله. وقال ابن عدى فى مختصر الكامل ص ١٩٤: وسائر أحاديث بركة مناكير باطلة كلها، لا يرد بها غيره، وله من الأحاديث البواطل عن الثقات غير ما ذكرته، وهو ضعيف كما قال عبدان راجع آداب الزفاف للشيخ الألبانى ص ٣٤.
(٥) فى بعض النسخ ولهذا.
(٦) فصلت: ١٧.
(٧) الفاتحة: ٥.