مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

أحوال متعلقات الفعل

صفحة 48 - الجزء 1

  {وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ}⁣(⁣١).

  (٣٩٢) وإمّا لمجرّد الاختصار عند قيام قرينة؛ نحو: أصغيت إليه، أى: أذني؛ وعليه: {أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ}⁣(⁣٢) أى: ذاتك.

  (٣٩٣) وإما للرعاية على الفاصلة؛ نحو: {ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى}⁣(⁣٣).

  (٣٩٤) وإما لاستهجان ذكره؛ كقول عائشة ^: (ما رأيت منه؛ ولا رأى منّي)⁣(⁣٤) أى: العورة.

  (٣٩٤) وإما لنكتة أخرى.

  (٣٩٥) وتقديم مفعوله، ونحوه عليه: لردّ الخطأ فى التعيين؛ كقولك: «زيدا عرفت» لمن اعتقد أنك عرفت إنسانا، وإنه غير زيد، وتقول لتأكيده لا غيره؛ ولذلك⁣(⁣٥) لا يقال: «ما زيدا ضربت ولا غيره»، ولا: «ما زيدا ضربت، ولكن أكرمته».

  وأما نحو: «زيدا عرفته» فتأكيد إن قدّر المفسّر قبل المنصوب؛ وإلا فتخصيص.

  وأمّا نحو: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ}⁣(⁣٦): فلا يفيد إلا التخصيص؛ وكذلك قولك: «بزيد مررت».

  (٣٩٩) والتخصيص لازم للتقديم غالبا؛ ولهذا يقال فى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}⁣(⁣٧) معناه:


(١) يونس: ٢٥.

(٢) الأعراف: ١٤٣.

(٣) الضحى: ٣.

(٤) أخرجه الطبرانى فى الصغير (ص ٢٧) ومن طريقه أبو نعيم (٨/ ٢٤٧) والخطيب (١/ ٢٢٥) وفى سنده بركة بن محمد الحلبي، ولا بركة فيه، فإنه كذاب وضاع. وقد ذكر الحافظ بن حجر له هذا الحديث فى اللسان (٢/ ١٣) وقال: تفرد به بركة، وعدّه من أباطيله. وقال ابن عدى فى مختصر الكامل ص ١٩٤: وسائر أحاديث بركة مناكير باطلة كلها، لا يرد بها غيره، وله من الأحاديث البواطل عن الثقات غير ما ذكرته، وهو ضعيف كما قال عبدان راجع آداب الزفاف للشيخ الألبانى ص ٣٤.

(٥) فى بعض النسخ ولهذا.

(٦) فصلت: ١٧.

(٧) الفاتحة: ٥.