مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

(الإيجاز)

صفحة 70 - الجزء 1

  (٦٤٦) وإما أكثر من جملة؛ نحو: {أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ يُوسُفُ}⁣(⁣١) أى: إلى يوسف؛ لأستعبره الرؤيا، ففعلوا وأتاه، فقال له: يا يوسف.

  والحذف على وجهين: ألّا يقام شيء مقام المحذوف؛ كما مر، وأن يقام؛ نحو: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ}⁣(⁣٢) أى: فلا تحزن واصبر.

  وأدلته كثيرة:

  منها: أن يدل العقل عليه، والمقصود الأظهر على تعيين المحذوف؛ نحو: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ}⁣(⁣٣).

  ومنها: أن يدل العقل عليهما؛ نحو: {وَجاءَ رَبُّكَ}⁣(⁣٤) أى: أمره أو عذابه⁣(⁣٥).

  (٦٥٠) ومنها: أن يدل العقل عليه، والعادة على التعيين؛ نحو: {فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ}⁣(⁣٦)، فإنه يحتمل «فى حبه»؛ لقوله تعالى: {قَدْ شَغَفَها حُبًّا}⁣(⁣٧). «وفى مراودته»؛ لقوله تعالى: {تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ}⁣(⁣٨)، و «فى شأنه» حتى يشملهما، والعادة دلت على الثاني؛ لأن الحب المفرط لا يلام صاحبه عليه فى العادة؛ لقهره إياه.

  ومنها: الشروع فى الفعل؛ نحو: (باسم الله)؛ فيقدّر ما جعلت التسمية مبدأ له.

  ومنها: الاقتران؛ كقولهم للمعرّس: «بالرّفاء والبنين» أى: أعرست.


(١) يوسف: ٤٥ - ٤٦.

(٢) فاطر: ٤.

(٣) المائدة: ٣.

(٤) الفجر: ٢٢.

(٥) قوله: أى: أمره أو عذابه فيه نظر، فإن السلف لا يرون هذا التأويل، بل يثبتون لله صفة المجيء بمقتضى ظاهر هذه الآيات، ولا يوجب العقل الصريح هذا التأويل الذى ذكروه، وانظر: مختصر الصواعق المرسلة لابن القيم | فقد أجاب عن تأويل الفرق الكلامية لصفة المجيء وغيرها، فى حديثه عن كسر طاغوت المجاز.

(٦) يوسف: ٣٢.

(٧) يوسف: ٣٠.

(٨) يوسف: ٣٠.