مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

الاستعارة

صفحة 19 - الجزء 2

  (٢٩٠) والاستعارة: تفارق الكذب: بالبناء على التأويل، ونصب القرينة على إرادة خلاف الظاهر.

  (٢٩١) ولا تكون علما؛ لمنافاته الجنسيّة، إلا إذا تضمّن نوع وصفيّة؛ كحاتم.

  (٢٩٣) وقرينتها: إما أمر واحد؛ كما فى قولك: «رأيت أسدا يرمى»، أو أكثر؛ كقوله⁣(⁣١) [من الرجز]:

  فإن تعافوا العدل والإيمانا ... فإنّ فى أيماننا نيرانا

  أو معان ملتئمة، كقوله [من الطويل]:

  وصاعقة من نصله تنكفى بها ... على أرؤس الأقران خمس سحائب⁣(⁣٢)

  (٢٩٦) وهي⁣(⁣٣) باعتبار الطرفين قسمان؛ لأنّ اجتماعهما فى شيء: إمّا ممكن؛ نحو: (أحييناه) فى قوله: {أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ}⁣(⁣٤) أى: ضالّا فهديناه، ولتسمّ وفاقيّة. وإما ممتنع؛ كاستعارة اسم المعدوم للموجود؛ لعدم غنائه، ولتسمّ عناديّة، ومنها⁣(⁣٥) التهكّمية والتمليحيّة، وهما ما استعمل فى ضدّه أو نقيضه؛ لما مر؛ نحو: {فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ}⁣(⁣٦).


(١) تعافوا: تكرهوا. نيرانا؛ أى سيوفنا تلمع كأنها النيران.

(٢) البيت للبحترى ديوانه ١/ ١٧٩، الطراز ١٣/ ١ / ٢٣١، ورواية الديوان: وصاعقة من كفه ينكفى بها على أرؤس الأعداء خمس سحائب. ويريد بخمس سحائب: الأنامل.

(٣) أى الاستعارة.

(٤) الأنعام: ١٢٢.

(٥) أى من العنادية.

(٦) التوبة: ٣٤.