مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

(الإطناب)

صفحة 72 - الجزء 1

  وتحقيق التشبيه فى قوله⁣(⁣١) [من الطويل]:

  كأن عيون الوحش حول خبائنا ... وأرحلنا الجزع الّذى لم يثقّب

  وقيل: لا يختصّ بالشعر؛ ومثّل بقوله تعالى: {اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ}⁣(⁣٢)

  (٦٦٤) وإما بالتذييل؛ وهو تعقيب الجملة بجملة أخرى تشتمل على معناها للتأكيد، وهو ضربان:

  ضرب لم يخرّج مخرج المثل؛ نحو: {ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ}⁣(⁣٣) على وجه.

  وضرب أخرج مخرج المثل؛ نحو: {وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً}⁣(⁣٤)

  وهو - أيضا - إمّا لتأكيد منطوق؛ كهذه الآية. وإما لتأكيد مفهوم؛ كقوله [من الطويل]:

  ولست بمستبق أخا لا تلمّه ... على شعث أىّ الرّجال المهذّب⁣(⁣٥)

  (٦٧٠) وإما بالتكميل، ويسمى الاحتراس - أيضا - وهو أن يؤتى فى كلام يوهم خلاف المقصود بما يدفعه؛ كقوله من [الكامل]:

  فسقى ديارك غير مفسدها ... صوب الرّبيع وديمة تهمى⁣(⁣٦)

  ونحو: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ}⁣(⁣٧).


(١) البيت لامرئ القيس ديوانه ص ٢١٧، والإيضاح ص ٣٠٦. والجزع: الخرز اليمانى الذى فيه سواد وبياض.

(٢) يس: ٢١.

(٣) سبأ: ١٧.

(٤) الإسراء: ٨١.

(٥) البيت للنابغة ديوانه ص ٦٦، أورده محمد بن على الجرجانى فى الإشارات ص ١٦٠ وهو من قصيدة يعتذر فيها للنعمان بن المنذر ويمدحه مطلعها:

أتانى - أبيت اللعن - أنك لمتنى* وتلك التى أهتم منها وأنصب

الشعث: التفرق وذميم الخصال.

(٦) البيت لطرفة ديوانه ص ١٤٦، والإيضاح ص ٣١٠، والمصباح ص ٢١٠.

(٧) المائدة: ٥٤.