التجريد
التجريد
  (٥٣٦) ومنه: التجريد؛ وهو أن ينتزع من أمر ذى صفة آخر مثله فيها؛ مبالغة لكمالها فيه، وهو أقسام:
  منها: نحو قولهم: لى من فلان صديق حميم، أى: بلغ فلان من الصداقة حدّا صحّ معه أن يستخلص منه آخر مثله فيها.
  ومنها: نحو قولهم: لئن سألت فلانا، لتسألنّ به البحر.
  ومنها: نحو قوله [من الطويل]:
  وشوهاء تغدو بى إلى صارخ الوغى ... بمستلئم مثل الفنيق المرحّل(١)
  ومنها: نحو قوله تعالى: {لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ}(٢) أى: فى جهنم، وهى دار الخلد.
  ومنها: نحو قوله [من الكامل]:
  ولئن بقيت لأرحلنّ بغزوة ... تحوى الغنائم أو يموت كريم(٣)
  وقيل: تقديره: أو يموت منى كريم. وفيه نظر.
  ومنها: نحو قوله [من المنسرح]:
  يا خير من يركب المطىّ ولا ... يشرب كأسا بكفّ من بخلا(٤)
  ومنها: مخاطبة الإنسان نفسه؛ كقوله [من البسيط]:
  لا خيل عندك تهديها ولا مال ... فليسعد النّطق إن لم يسعد الحال(٥)
(١) البيت لأبى لأمة، الإيضاح ص ٢/ ٥، والمصباح ص ٢٣٧. الشوهاء: الفرس القبيح المنظر. تعدو: تسرع. صارخ: مستغيث. مستلئم: لابس لأمة؛ وهى الدرع. الفنيق: الفحل المكرم. المرحل: من: رحل البعير: أشخصه عن مكانه وأرسله.
(٢) فصلت: ٢١.
(٣) أورده محمد بن على الجرجانى فى الإشارات ص ٢٧٨ وعزاه للحماسى.
(٤) البيت للأعشى.
(٥) البيت للمتنبى.