الباب الأول في التشبيه تمهيد
  حبّه فيصوّر المشبه بصورته، كقوله: [الطويل]
  وزاد بك الحسن البديع نضارة ... كأنك في وجه الملاحة خال
  ونحو: [الطويل]
  كأنك شمس والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
  ٧ - أو تشويه المشبه وتقبيحه، تنفيرا منه أو تحقيرا له، بأن تصوّره بصورة تمجها النفس، ويشمئز منها الطبع، كقوله: [الكامل]
  وإذا أشار محدّثا فكأنه ... قرد يقهقه أو عجوز تلطم
  وقوله: [الكامل]
  وترى أناملها دبت على مزمارها ... كخنافس دبت على أوتار
  ٨ - أو استطرافه: أي عدّه طريفا حديثا، بحيث يجيء المشبه به طريفا، غير مألوف للذهن.
  إما لإبرازه في صورة الممتنع عادة، كما في تشبيه فحم فيه جمر متقد ببحر من المسك موجه الذهب وقوله: [مجزوء الكامل]
  وكأن مخمّرّ الشّقيق ... إذا تصوب أو تصعّد
  أعلام ياقوت نشر ... ن على رماح من زبرجد
  وإما لندور حضور المشبه به في الذهن عند حضور المشبه، كقوله: [الكامل]
  أنظر إليه كزورق من فضّة ... قد أثقلته حمولة من عنبر(١)
(١). الحمولة ما يحمل فيه ويوضع والمقصد من التشبيه وجود شيء اسود داخل أبيض
واعلم أن التشبيه إذا يعود فيه الغرض إلى المشبه يكون وجه شبهه أتم وأعرف في المشبه به، منه في المشبه، وعليه جرى أبو العلاء المعري في قوله: ظلمناك في تشبيه صدغيك بالمسك.
وقاعدة التشبيه نقصان ما يحكى، وشراح التلخيص اشترطوا الأعرفية ولم يشترطوا الأتمية. وفي المطول والأطول ما يلفت النظر، فارجع إليهما.