المبحث الثامن في فوائد التشبيه
تشبيه على غير طرقه الأصلية التشبيه الضمني
  هو تشبيه لا يوضع فيه المشبه والمشبّه به، في صورة من صور التشبيه المعروفة، بل يلمح المشبه والمشبه به، ويفهمان من المعنى، ويكون المشبه به دائما برهانا على إمكان ما أسند إلى المشبه، كقول المتنبي: [الخفيف]
  من يهن يسهل الهوان عليه ... ما لجرح بميّت إيلام
  أي: إن الذي اعتاد الهوان، يسهل عليه تحمله، ولا يتألم له، وليس هذا الادعاء باطلا، لأن الميت إذا جرح لا يتألم.
  وفي ذلك تلميح بالتشبيه في غير صراحة، وليس على صورة من صور التشبيه المعروفة، بل إنه تشابه يقتضي التساوي، الأداة، وأما التشبيه فيقتضي التفاوت.
التشبيه المقلوب
  قد يعكس التشبيه، فيجعل المشبه مشبها به وبالعكس(١) فتعود فائدته إلى المشبه به،
(١). التشبيه المقلوب: ويسمى المنعكس، هو ما رجع فيه وجه الشبه إلى المشبه به، وذلك حين يراد تشبيه الزائد بالناقص ويلحق الأصل بالفرع للمبالغة، وهذا النوع جار على خلاف العادة في التشبيه، ووارد على سبيل الندور.
وإنما يحسن في عكس المعنى المتعارف كقول البحتري:
في طلعة البدر شيء من محاسنها ... وللقضيب نصيب من تثنيها
والمتعارف تشبيه الوجوه الحسنة بالبدور. والمقامات بالقضيب في الاستقامة والتثني لكنه عكس ذلك مبالغة، هذا إذا أريد إلحاق كامل بناقص في وجه الشبه. فإن تساويا حسن العدول عن (التشبيه) إلى الحكم