المبحث السادس في الاستعارة باعتبار الطرفين
المبحث السادس في الاستعارة باعتبار الطرفين
  إن كان المستعار له محققا حسا بأن يكون اللفظ قد نقل إلى أمر معلوم، يمكن أن يشار إليه إشارة حسية كقولك: رأيت بحرا يعطي. أو كان المستعار له محققا عقلا بأن يمكن أن ينص عليه. ويشار إليه إشارة عقلية، كقوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ}[الفاتحة: ٦] أي:
  الدين الحق، فالاستعارة تحقيقية.
  وإن لم يكن المستعار له محققا، لا حسا ولا عقلا فالاستعارة تخييلية وذلك: كالأظفار، في نحو: أنشبت المنية أظفارها بفلان.
المبحث السابع في الاستعارة باعتبار اللفظ المستعار
  ١ - إذا كان اللفظ المستعار اسما جامدا لذات كالبدر إذا استعير للجميل، أو اسما جامدا لمعنى، كالقتل إذا استعير للضرب الشديد. سميت الاستعارة أصلية في كل من التصريحية
= الأقسام عند صاحب الكشاف على الشيوع، وعدمه وعند صاحب (السمرقندية) على الإمكان وعدمه.
تنبيه: الفرق: بين ما يجعل قرينة للمكنية وبين ما يجعل نفسه تخييلا: على مذهب السكاكي أو استعارة تحقيقية: على مذهب صاحب الكشاف في بعض المواد، وعلى (مختار صاحب السمرقندية) كذلك، أو إثباته تخييلا على مذهب (السلف، وصاحب الكشاف) في بعض المواد، وعلى مختار (صاحب السمرقندية) كذلك، وبين ما يجعل زائدا عليها (قوة الاختصاص) أي الارتباط بالمشبه به، فأيهما أقوى ارتباطا به فهو (القرينة) وما سواه (ترشيح) وذلك كالنشب في قولك (مخالب المنية نشبت بفلان) فإن (المخالب) أقوى اختصاصا وتعلقا بالسبع، من (النشب) لأنها ملازمة له دائما، بخلاف النشب.