جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

(7) مراعاة النظير

صفحة 299 - الجزء 1

(٦) المقابلة

  المقابلة: هي أن يؤتى بمعنيين متوافقين أو معان متوافقة، ثم يؤتى بما يقابل ذلك على الترتيب، كقوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ٥ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ٦ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ٧ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ٨ وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ٩ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}⁣[سورة الليل، ٥ - ١٠] وكقوله تعالى:

  {يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ}⁣[سورة الأعراف: ١٥٧] وقال عليه الصلاة والسّلام للأنصار: «إنكم لتكثرون عند الفزع وتقلّون عند الطّمع» وقال خالد بن صفوان يصف رجلا: ليس له صديق في السرّ ولا عدوّ في العلانية وكقوله: [الطويل]

  فتى كان فيه ما يسرّ صديقه ... ولكنّ فيه ما يسوء الأعاديا

  وكقوله: [الطويل]

  وباسط خير فيكم بيمينه ... وقابض شرّ عنكم بشماله

  وكقوله: [البسيط]

  ما أحسن الدين والدنيا إذا اجتمعا ... وأقبح الكفر والإفلاس بالرجل

  وكقوله: [البسيط]

  يا امّة كان قبح الجور يسخطها ... دهرا فأصبح حسن العدل يرضيها

(٧) مراعاة النظير⁣(⁣١)

  مراعاة النظير: هي الجمع بين أمرين، أو أمور متناسبة، لا على جهة التضاد، وذلك إما بين اثنين، نحو قوله تعالى: {وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}⁣[الشورى: ١١]. وإما بين أكثر، نحو قوله تعالى:

  {أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ}⁣[البقرة: ١٦].


(١). وتسمى بالتناسب والتوافق. والائتلاف.