جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

الباب الثاني في المحسنات اللفظية

صفحة 333 - الجزء 1

  والثاني: يكون الاختلاف بزيادة حرف في اخره.

  فالجناس المذيل: كقول الخنساء: [المجزوء الكامل]

  انّ البكاء هو الشفا ... ء من الجوى بين الجوانح

  والجناس المطرف: كقول أبي تمام: [الطويل]

  يمدون من أيد عواص عواصم ... تصول بأسياف قواض قواضب

  ٤ - ومنها: الجناس المضارع والجناس اللاحق.

  فالجناس المضارع، يكون باختلاف ركنيه في حرفين، لم يتباعدا مخرجا

  إما في الأول: نحو: ليل دامس، وطريق طامس.

  وإما في الوسط: نحو: {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ}⁣[الأنعام: ٢٦].

  وإما في الآخر: نحو قوله ÷ «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة».

  والجناس اللاحق يكون في متباعدين.

  إما في الأول: نحو {هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}⁣[الهمزة: ١].

  وإما في الوسط: نحو: {إِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ ٧ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}⁣[العاديات: ٧ - ٨].

  وإما في الآخر: نحو قوله تعالى: {وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ}⁣[النساء: ٨٣].

  ٥ - ومنها: الجناس اللفظي وهو ما تماثل ركناه لفظا، واختلف أحد ركنيه عن الآخر خطا، إما الاختلاف في الكتابة بالنون والتنوين. وإما الاختلاف في الكتابة بالضاد والظاء، أو الهاء والتاء.

  فالأول: وهو ما تماثل ركناه لفظا، واختلف أحد ركنيه عن الآخر خطّا في الكتابة بالنون والتنوين قوله: [الرجز]

  أعذب خلق اللّه نطقا و (فما) ... إن لم يكن أحقّ بالحسن (فمن)

  مثل الغزال نظرة ولفتة ... من ذا رآه مقبلا ولا افتتن