الباب الثاني في المحسنات اللفظية
  والثاني: وهو اختلاف أحد ركنيه في الضاد والظاء نحو قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ (ناضِرَةٌ) إِلى رَبِّها (ناظِرَةٌ)}[القيامة: ٢٢]، وكقول أبي فراس: [مجزوء الكامل]
  ما كنت تصبر في القديـ ... ـم فلم صبرت الآن عنا
  ولقد ظننت بك الظنو ... ن لأنه من (ضنّ ظنّا)
  والثالث: وهو اختلاف أحد ركنيه في الهاء والتاء كقوله: [البسيط]
  إذا جلست إلى قوم لتؤنسهم ... بما تحدّث من ماض ومن آت
  فلا تعيدن حديثا إنّ طبعهم ... موكل (بمعاداة المعادات)
  ٦ - ومنها: الجناس المحرّف و «الجناس المصحّف»
  فالأول: ما اختلف ركناه في هيئات الحروف الحاصلة من حركاتها وسكناتها، نحو: جبة البرد جنّة البرد. ونحو: إذا زلّ العالم، زلّ بزلته العالم
  والثاني: ما تماثل ركناه وضعا، واختلفا نقطا، بحيث لو زال إعجام أحدهما لم يتميز عن الآخر كقول بعضهم: غرّك عزّك، فصار قصارى ذلك ذلّك، فاخش فاحش فعلك، فعلك بهذا تهتدي. ومثل قول أبي فراس: [مجزوء الكامل]
  من بحر شعرك أغترف ... وبفضل علمك أعترف
  ٧ - ومنها: الجناس المركب والجناس الملفق.
  فالأول: ما اختلف ركناه إفرادا وتركيبا. فإن كان من كلمة وبعض أخرى سمّي مرفوّا مثل قول الحريري: [الطويل]
  ولا تله عن تذكار ذنبك وابكه ... بدمع يضاهي المزن حال مصابه
  ومثّل لعينيك الحمام ووقعه ... وروعة ملقاه ومطعم صابه
  وإن كان من كلمتين فإن اتفق الركنان خطا سمّي (مقرونا) مثل قوله: [الطويل]
  إذا ملك لم يكن «ذاهبه» ... فدعه فدولته «ذاهبة»