الباب الثاني في المحسنات اللفظية
  وكقوله: [التقارب]
  إذا ضاق صدري وخفت العدا ... تمثلت بيتا؛ بحالي يليق
  فباللّه أبلغ ما أرتجي ... وباللّه أدفع ما لا أطيق
  وكقول الحريري: يحكي ما قاله الغلام الذي عرضه أبو زيد للبيع: [الوافر]
  على أني سأنشد عند بيعي: ... أضاعوني وأي فتى أضاعوا(١)
  فالمصراع الأخير للعرجي وهو محبوس وأصله: [الوافر]
  أضاعوني وأيّ أضاعوا ... ليوم كريهة وسداد ثغر
  وصبر عند معترك المنايا ... وقد شرعت أسنتها بنحري
  ٣ - والعقد: هو نظم النثر مطلقا لا على وجه الاقتباس، ومن شروطه أن يؤخذ المنثور بجملة لفظه، أو بمعظمه، فيزيد الناظم فيه وينقص، ليدخل في وزن الشعر.
  فعقد القرآن الكريم، كقوله: [الوافر]
  أنلني بالذي استقرضت خطا ... وأشهد مشعرا قد شاهدوه
  فإن اللّه خلّاق البرايا ... عنت لجلال هيبة الوجوه
  يقول: «إذا تداينتم بدين ... إلى أجل مسمى فاكتبوه»
  وكقوله: [البسيط]
  واستعمل الحلم واحفظ قول بارئنا ... سبحانه خلق الإنسان من عجل
(١). ولا بأس من التغيير اليسير. كقوله: [الوافر]
أقول لمعشر غلطوا وغضوا ... من الشيخ الرشيد وأنكروه
هو ابن جلا وطلاع الثنايا ... متى يضع العمامة تعرفوه
وكقوله: [السريع]
طول حياة ما لها طائل ... تغص عندي كل ما يشتهى
أصبحت مثل الطفل في ضعفه ... تشابه المبدأ والمنتهى
فلم تلم سمعي إذا خانني ... إن الثمانين وبلغتها