الباب الثاني في المحسنات اللفظية
  وعقد الحديث الشريف كقوله: [البسيط]
  إن القلوب لأجناد مجندة ... بالأذن من ربّها تهوى وتأتلف
  فما تعارف منها فهو مؤتلف ... وما تناكر منها فهو مختلف
  ٤ - والحل: هو نثر النظم وإنما يقبل إذا كان جيد السبك، حسن الموقع كقوله: [الطويل]
  إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصدق ما يعتاده من توهّم
  ٥ - والتلميح: هو الإشارة إلى قصة معلومة، أو شعر مشهور أو مثل سائر، من غير ذكره، فالأول: وهو الإشارة إلى قصة معلومة نحو: [الجتث]
  يا بدر أهلك جاروا ... وعلموك التجري
  وقبحوا لك وصلي ... وحسنو لك هجري
  فليفعلو ما أرادو ... فإنهم أهل بدر
  وكقوله تعالى: {هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ}[يوسف: ٦٤] أشار يعقوب في كلام هنا لأولاده، بالنسبة إلى خيانتهم السابقة في أمر أخيهم يوسف، ونحو قول الشاعر: [الطويل]
  فو اللّه ما أدري أأحكام نائم ... ألمت بنا أم كان في الركب يوشع(١)
  والثاني: وهو الإشارة إلى شعر مشهور، نحو قول الشاعر: [الطويل]
  لعمرو مع الرمضاء والنار تلتظي ... أرق وأحفى منك في ساعة الكرب
  إشارة إلى قول الآخر: [البسيط]
  المستجير بعمرو عند كربته ... كالمستجير من الرمضاء بالنار
  والثالث: وهو الإشارة إلى مثل سائر من غير ذكره، نحو قول الشاعر: [البسيط]
  من غاب عنكم نسيتموه ... وقلبه عندكم رهينه
  أظنكم في الوفاء ممن ... صحبته صحبة السفينة
(١). إشارة إلى استيقاف (يوشع) للشمس. يروى أنه #: قاتل الجبارين يوم الجمعة، فلما أدبرت الشمس خاف أن تغرب قبل أن يفرغ من قتالهم، ويدخل يوم السبت، فلا يحل له قتالهم فيه، فدعا اللّه فأبقى له الشمس، حتى فرغ من قتالهم.