جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع،

أحمد الهاشمي (المتوفى: 1362 هـ)

المبحث الخامس في النداء

صفحة 86 - الجزء 1

المبحث الخامس في النّداء

  النّداء: هو طلب المتكلم إقبال المخاطب عليه بحرف نائب مناب أنادي المنقول من الخبر إلى الإنشاء وأدواته ثمان:

  الهمزة، وأي، ويا، وآي، وأيا، وهيا، ووا⁣(⁣١).

  وهي في كيفيّة الاستعمال نوعان.

  ١ - الهمزة وأي: لنداء القريب.

  ٢ - وباقي الأدوات لنداء البعيد.

  وقد ينزّل البعيد منزلة القريب، فينادى بالهمزة وأي، إشارة إلى أنه لشدّة استحضاره في ذهن المتكلّم صار كالحاضر معه. لا يغيب عن القلب، وكأنه ماثل أمام العين. كقول الشاعر: [الطويل]

  اسكان نعمان الأراك تيقّنوا ... بأنكم في ربع قلبي سكّان

  وقد ينزّل القريب منزلة البعيد، فينادى بغير الهمزة وأي.

  أ - إشارة إلى علوّ مرتبته. فيجعل بعد المنزلة كأنه بعد في المكان كقوله «أيا مولاي» وأنت معه، للدلالة على أن المنادى عظيم القدر، رفيع الشأن.

  ب - أو إشارة إلى انحطاط منزلته ودرجته، كقولك «أيا هذا» لمن هو معك.

  ج - أو إشارة إلى أن السامع لغفلته وشرود ذهنه كأنه غير حاضر كقولك للساهي: أيا فلان، وكقول البارودي: [البسيط]


(١). اعلم أن لفظ الجلالة يختص نداؤه، (بيا).