المبحث الخامس في النداء
  يا أيّها السّادر المزورّ من صلف ... مهلا، فإنك بالأيام منخدع(١)
  وقد تخرج ألفاظ النداء عن معناها الأصلي إلى معان أخرى، تفهم من السّياق بمعونة القرائن ومن أهمّ ذلك:
  ١ - الإغراء، نحو قولك لمن أقبل يتظلم: يا مظلوم.
  ٢ - والاستغاثة، نحو يا للّه للمؤمنين.
  ٣ - والنّدبة، نحو قول الشاعر: [الطويل]
  فوا عجبا كم يدّعي الفضل ناقص ... ووا أسفاكم يظهر النّقص فاضل
  ٤ - والتّعجب، كقول الشاعر: [الرجز]
  يا لك من قبّرة بمعمر ... خلا لك الجوّ فبيضي واصفري
  ٥ - والزجر، كقول الشاعر: [الخفيف]
  أفؤادي متى المتاب أ، لمّا ... تصح والشّيب فوق رأسي ألمّا
  ٦ - والتحسّر والتّوجّع، كقوله تعالى: {يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً}[النبأ: ٤٠].
  وكقول الشاعر: [الطويل]
  أيا قبر معن كيف واريت جوده ... وقد كان منه البرّ والبحر مترعا
  ٧ - والتذكر، كقوله: [الطويل]
  أيا منزلي سلمى سلام عليكما ... هل الأزمن اللّاتي مضين رواجع
  ٨ - والتّحيّر والتّضجّر، نحو قول الشاعر: [البسيط]
  أيا منازل سلمى أين سلماك ... من أجل هذا بكيناها بكيناك
  ويكثر هذا في نداء الأطلال والمطايا، ونحوها.
(١). السّادر الذاهب عن الشيء ترفعا عنه، والذي لا يبالي ولا يهتم بما صنع. المزور: المنحرف. والصلف: الكبر.