مدخل
  الناصب(١) "الرابع: إذن"، والصحيح أنها بسيطة، لا مركبة من "إذ، وأن" أو "إذا، وأن"، وعلى البساطة فالصحيح أنها الناصبة بنفسها لا "أن" مضمرة بعدها. "وهي" على القول بالحرفية "حرف جواب وجزاء"، عند سيبويه(٢).
  وقال الشلوبين(٣): هي كذلك في كل موضع. وقال الفارسي(٣): في الأكثر. وقد تتمحض للجواب بدليل أنه يقال: أحبك. فتقول: إذا أظنك صادقًا، إذ لا مجازاة هنا. قال الرضي(٤): لأن الشرط والجزاء إما في الاستقبال أو في الماضي، ولا مدخل للجزاء في الحال.
  والمراد بكونها للجواب، أن تقع في كلام يجاب به كلام آخر ملفوظ به(١) أو مقدر، سواء وقعت في صدره، أو في حشوه، أو في آخره.
  والمراد بكونها للجزاء، أن يكون مضمون الكلام الذي هي فيه جزأ(٥) لمضمون كلام آخر. وكان القياس إلغاءها لعدم اختصاصها، ومن ثم قالوا: "وشرط إعمالها ثلاثة أمور:
  أحدها: أن تتصدر" في أول الجواب، لأنها حينئذ في أشرف محالها. "فإن وقعت حشوا" في الكلام بأن اعتمد ما بعدها على ما قبلها "أهملت"، وذلك في ثلاث مسائل:
  إحداها: أن يكون ما بعدها خبرا عما قبلها، نحو: أنا إذن أكرمك.
  الثانية: أن تكون جوابًا لشرط ما قبلها نحو: إن تأتني إذن أكرمك.
  الثالثة: أن تكون(٦) جواب قسم قبلها مذكور نحو: والله إذن لا أخرج، أو مقدر، "كقوله" وهو كثير عزة: [من الطويل]
  ٨١٦ - لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها ... وأمكنني منها إذن لا أقيلها
(١) سقطت من "ب".
(٢) الكتاب ٣/ ١٢ - ١٣.
(٣) مغني اللبيب ١/ ٢٧.
(٤) شرح الرضي ٤/ ٤٢.
(٥) في "أ": "جزاء".
(٦) سقط من "ب": "أن تكون".
٨١٦ - البيت لكثير عزة في ديوانه ص ٣٠٥، وخزانة الأدب ٨/ ٤٧٣، ٤٧٤، ٤٧٦، والدرر ٢/ ١١، وسر صناعة الإعراب ١/ ٣٧٩، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ١٤٤، وشرح شواهد المغني ٦٣، وشرح المفصل ٩/ ١٣، ٢٢، والكتاب ٣/ ١٥، والمقاصد النحوية ٤/ ٣٨٢، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ٦٥، وخزانة الأدب ٨/ ٤٤٧، ١١/ ٣٤٠، ورصف المباني ص ٦٦، ٢٤٣، وشرح ابن الناظم ص ٤٧٧، وشرح الأشموني ٢/ ٥٥٤، وشرح شذور الذهب ٢٩٠، والعقد الفريد ٣/ ٨، ومغني اللبيب ١/ ٢١.