شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

مدخل

صفحة 367 - الجزء 2

  الناصب⁣(⁣١) "الرابع: إذن"، والصحيح أنها بسيطة، لا مركبة من "إذ، وأن" أو "إذا، وأن"، وعلى البساطة فالصحيح أنها الناصبة بنفسها لا "أن" مضمرة بعدها. "وهي" على القول بالحرفية "حرف جواب وجزاء"، عند سيبويه⁣(⁣٢).

  وقال الشلوبين⁣(⁣٣): هي كذلك في كل موضع. وقال الفارسي⁣(⁣٣): في الأكثر. وقد تتمحض للجواب بدليل أنه يقال: أحبك. فتقول: إذا أظنك صادقًا، إذ لا مجازاة هنا. قال الرضي⁣(⁣٤): لأن الشرط والجزاء إما في الاستقبال أو في الماضي، ولا مدخل للجزاء في الحال.

  والمراد بكونها للجواب، أن تقع في كلام يجاب به كلام آخر ملفوظ به⁣(⁣١) أو مقدر، سواء وقعت في صدره، أو في حشوه، أو في آخره.

  والمراد بكونها للجزاء، أن يكون مضمون الكلام الذي هي فيه جزأ⁣(⁣٥) لمضمون كلام آخر. وكان القياس إلغاءها لعدم اختصاصها، ومن ثم قالوا: "وشرط إعمالها ثلاثة أمور:

  أحدها: أن تتصدر" في أول الجواب، لأنها حينئذ في أشرف محالها. "فإن وقعت حشوا" في الكلام بأن اعتمد ما بعدها على ما قبلها "أهملت"، وذلك في ثلاث مسائل:

  إحداها: أن يكون ما بعدها خبرا عما قبلها، نحو: أنا إذن أكرمك.

  الثانية: أن تكون جوابًا لشرط ما قبلها نحو: إن تأتني إذن أكرمك.

  الثالثة: أن تكون⁣(⁣٦) جواب قسم قبلها مذكور نحو: والله إذن لا أخرج، أو مقدر، "كقوله" وهو كثير عزة: [من الطويل]

  ٨١٦ - لئن عاد لي عبد العزيز بمثلها ... وأمكنني منها إذن لا أقيلها


(١) سقطت من "ب".

(٢) الكتاب ٣/ ١٢ - ١٣.

(٣) مغني اللبيب ١/ ٢٧.

(٤) شرح الرضي ٤/ ٤٢.

(٥) في "أ": "جزاء".

(٦) سقط من "ب": "أن تكون".

٨١٦ - البيت لكثير عزة في ديوانه ص ٣٠٥، وخزانة الأدب ٨/ ٤٧٣، ٤٧٤، ٤٧٦، والدرر ٢/ ١١، وسر صناعة الإعراب ١/ ٣٧٩، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ١٤٤، وشرح شواهد المغني ٦٣، وشرح المفصل ٩/ ١٣، ٢٢، والكتاب ٣/ ١٥، والمقاصد النحوية ٤/ ٣٨٢، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ٦٥، وخزانة الأدب ٨/ ٤٤٧، ١١/ ٣٤٠، ورصف المباني ص ٦٦، ٢٤٣، وشرح ابن الناظم ص ٤٧٧، وشرح الأشموني ٢/ ٥٥٤، وشرح شذور الذهب ٢٩٠، والعقد الفريد ٣/ ٨، ومغني اللبيب ١/ ٢١.