شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

مدخل

صفحة 80 - الجزء 2

  الأسود المعروف بابن شعوب: [من الوافر]

  ٦١٨ - تخيره فلم يعدل سوها ... فنعم المرء من رجل تهامي

  فجمع بين الفاعل والظاهر وهو "المرء" والتمييز وهو "رجل" المجرور بـ"من" وقد أفاد التمييز معنى زائدًا على الفاعل، تهاميًّا، نسبة إلى "تهامة" بكسر التاء، وهي اسم لكل ما نزل عن نجد من بلاد الحجاز، وفي النسبة إليها لغتان: تهامي، بكسر التاء، وتهامي، بفتحها، فإن كسرت شددت ياء النسب، وإن فتحت لم تشددها.

  والثاني كقوله: [من البسيط]

  ٥١٩ - نعم الفتاة فتاة .......... ... .............................

  وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

  ٤٨٨ - وجميع تمييز وفاعل ظهر ... فيه خلاف عنهم قد اشتهر

  "واختلف في كلمة" "ما" بعد: "نعم وبئس" إذا وقع بعدها جملة فعلية أو اسم مفرد على قولين: "فقيل" هي "فاعل" فيهما⁣(⁣١)، فإن وقع بعدها جملة فعلية "فهي معرفة ناقصة، أي موصولة" والفعل بعدها صلتها، والمخصوص محذوف كما "في نحو: {نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ}⁣[النساء: ٥٨] أي: نعم الذي يعظكم به، وهو منقول عن الفارسي⁣(⁣٢).

  "و" إن وقع بعدها مفرد "فهي معرفة" تامة كما "في نحو: {فَنِعِمَّا هِيَ}⁣[البقرة: ٢٧١]، أي: فنعم الشيء هي"، فكلمة "هي" هي المخصوص، وهو منقول عن سيبويه⁣(⁣٣)، والأصل: فنعم الشيء إبداؤها، لأن الكلام في الإبداء لا في الصدقات، ثم حذف المضاف وأنيب عنه المضاف إليه، فانفصل وارتفع.

  "وقيل": هي "تمييز" فيهما، "فهي نكرة موصوفة" بالجملة الفعلية "في" المثال "الأول"، وهو مذهب الأخفش، "و" نكرة "تامة في" المثال "الثاني"، وهو: {فَنِعِمَّا هِيَ}⁣[البقرة: ٢٧١] لعدم الجملة، وإلى الخلاف في المتلوة بجملة فعلية أشار الناظم بقوله:


٦١٨ - تقدم تخريج البيت برقم ٤٥٨.

٦١٩ - تقدم تخريج البيت برقم ٦١٥.

(١) في "ب": "منهما".

(٢) شرح المرادي ٣/ ٩٧.

(٣) النقل عن سيبويه زعمه ابن خروف، انظر شرح ابن الناظم ص ٣٣٦، والكتاب ١/ ٧٣.