شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 3

صفحة 90 - الجزء 2

  الاسمية من شذوذ تخالف الخبر والمخبر عنه، ومن تمييز ما ليس بمبهم وهو الممدوح، وبقولهم لا تحبذه، فجاءوا لها بمضارع⁣(⁣١).

  واستدل مدعي غلبة الاسمية وهو المبرد في مقتضبه⁣(⁣٢) وابن السراج في أصوله⁣(⁣٣) والسيرافي في "شرح الكتاب" بأن الاسم أشرف، ويستقل به الكلام، ويقع فيه التركيب كثيرًا، وأما "تحبذه" فمضارع "حبذه" إذا قال له: حبذا.

  "و" اختلف القائلون بعدم التركيب في علة كونه "لا يتغير "ذتا" عن الإفراد والتذكير، بل يقال": حبذا هند أو "حبذا الزيدان"، في تثنية المذكر، "أو الهندان" في تثنية المؤنث"، "أو" حبذا "الزيدون"، في جمع الذكور: "أو الهندات" في جمع الإناث، على ثلاثة أقوال: فقال ابن مالك⁣(⁣٤): "لأن ذلك كلام جرى مجرى المثل السائر" الذي لا يغير عن حالته في الاستعمال الأول. "ما في قولهم: الصيف ضيعت اللبن⁣(⁣٥). يقال لكل أحد"، مذكرًا كان أو مؤنثًا, مفردًا أو مثنى أو مجموعًا، "بكسر التاء وإفرادها"، لأنه في الأصل خطاب لامرأة كانت تحت رجل موسر، فكرهته لكبر سنه فطلقها، فتزوجها رجل شاب فقير، فبعثت إلى زوجها الأول تسترفده فقال لها هذا. والصيف: منصوب على الظرفية. قاله الجوهري. والمثَلُ، بفتح المثلثة: قول مركب مشهور، شبه مضربه بمورده.

  "وقال ابن كيسان: لأن المشار إليه" مصدر "مضاف" إلى المخصوص، "محذوف، أي: حبذا حُسْنُ هند"، وكذلك الباقي⁣(⁣٦)، ورده ابن العلج بأنه لم ينطق به في وقت⁣(⁣٧).

  وقال الفارسي في البغداديات⁣(⁣٨): لأن "ذا" جنس شائع، فالتزم فيه الإفراد كفاعل نعم وبئس المضمر، ولهذا يجامع التمييز فيقال: حبذا زيد رجلا.


(١) الارتشاف ٣/ ٢٩.

(٢) المقتضب ٢/ ١٤٥.

(٣) الأصول ١/ ١١٥.

(٤) شرح الكافية الشافية ٢/ ١١١٧.

(٥) المثل في مجمع الأمثال ٢/ ٦٨، والفاخر ١١١، وجمهرة الأمثال ١/ ٣٢٤، ٥٦٧، ٥٧٥، والمستقصى ١/ ٣٢٩، وكتاب الأمثال لابن سلام ص ٢٤٧.

(٦) سقط من "ب": "وكذلك الباقي".

(٧) شرح المرادي ٣/ ١١٠.

(٨) البغداديات ص ٤٩.