مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

مقدمة في بيان معنى الفصاحة، والبلاغة

صفحة 17 - الجزء 1

  ومقام الإيجاز: يباين مقام خلافه.

  وكذا: خطاب الذكى مع خطاب الغبىّ، ولكلّ كلمة مع صاحبتها مقام.

  (١٢٩) وارتفاع شأن الكلام فى الحسن والقبول بمطابقته للاعتبار المناسب⁣(⁣١)، وانحطاطه بعدمها، فمقتضى الحال: هو الاعتبار المناسب.

  (١٣٠) فالبلاغة؛ راجعة إلى اللفظ باعتبار إفادته المعنى بالتركيب، وكثيرا ما يسمّى ذلك فصاحة - أيضا - ولها⁣(⁣٢) طرفان:

  أعلى: وهو حدّ الإعجاز وما يقرب منه.

  وأسفل: وهو ما إذا غيّر الكلام عنه إلى ما دونه، التحق عند البلغاء بأصوات الحيوانات.

  وبينهما مراتب كثيرة، وتتبعها وجوه أخر تورث الكلام حسنا.

  وفى المتكلم: ملكة يقتدر بها على تأليف كلام بليغ.

  فعلم: أنّ كلّ بليغ فصيح، ولا عكس.

  (١٣٣) وأنّ البلاغة مرجعها:

  ١ - إلى الاحتراز عن الخطأ فى تأدية المعنى المراد.

  ٢ - وإلى تمييز الفصيح من غيره:

  والثاني⁣(⁣٣): منه ما يبيّن فى علم متن اللغة، أو التصريف، أو النحو، أو يدرك بالحسّ، وهو ما عدا التعقيد المعنوىّ.

  (١٣٦) وما يحترز به عن الأوّل⁣(⁣٤): علم المعانى.

  وما يحترز به عن التعقيد المعنوىّ: علم البيان.

  وما يعرف به وجوه التحسين: علم البديع.

  وكثير⁣(⁣٥) يسمّى الجميع: علم البيان.

  وبعضهم يسمّى الأول: علم المعانى، والأخيرين: علم البيان، والثلاثة: علم البديع.


(١) أى للحال والمقام.

(٢) أى بلاغة الكلام.

(٣) أى تمييز الفصيح من غيره.

(٤) أى عن الخطأ فى تأدية المعنى المراد.

(٥) أى كثير من الناس.