مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

تعريف المسند إليه بالإضافة وأغراضه

صفحة 222 - الجزء 1

  إنما هو للمجموع لا لما فيه اعتبار كل فرد وهذا غاية ما يحاول فى تقرير هذا الجواب، وقد علم منافاته لما قبله لاقتضائه بقاء معنى الوحدة واقتضاء الأول سلبها فكان الأولى أن يقول: أو لأنه إلخ بأو التى هى لأحد الشيئين ثم يرد أن يقال إن الدلالة على ما ذكر إنما تكون بعد الوضع له حقيقة أو مجازا ضرورة انتفائها عند انتفاء الوضع فحينئذ إن وضع الرجل مثلا حيث يقصد عمومه أو لا رجل لكل فرد على المعية عاد إلى المجموع كوضع الجمع، وإن وضع على البدلية كما قيل فلا وجه له إذ لا عموم حينئذ وإن وضع لغير ذلك فلم يفهم حتى يحكم عليه فبطلت الحيلة فى بقاء معنى الوحدة المانع من الوصف بنعت الجمع، والتأنس لذلك بأن المعنى هذا الفرد، وذلك الفرد إلى آخرها لا حاصل له؛ لأن هذه ألفاظ لمعان متعددة، وكلامنا فى دلالة لفظ واحد على تلك المعانى فتأمل فى هذا المقام.

تعريف المسند إليه بالإضافة وأغراضه

  (وبالإضافة) أى: تعريف المسند إليه بالإضافة إلى بعض المعارف وقد علم أن مرتبة المضاف هى مرتبة ما أضيف إليه يكون (لأنها) أى: الإضافة (أخصر طريق) يمكن إحضاره به فى ذهن السامع والاختصار يناسب المقام (نحو هواى)⁣(⁣١) أى: مهويى، ومعلوم أن هذا أخصر ما يمكن فى المقام فى إحضار المسند إليه كالذى أهواه، أو محبوب أهواه، أو نحو ذلك والاختصار فى هذا المقام مطلوب لضيق الصدر وفرط الضجر والسآمة لكونه فى السجن والحبيب على الرحيل متوجه لازدياد البعد الموجب لتعذر الوصال (مع الركب اليمانيين مصعد) أى: مبعد ذاهب فى الأرض يقال (أصعد) ذهب فى الأرض وأبعد فيها قال الله تعالى {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ}⁣(⁣٢) وتمام هذا البيت قوله:

  جنيب وجثمانى بمكة موثق


(١) البيت وهو لجعفر بن علبة الحارثي، انظر معاهد التنصيص ١/ ١٢٠.

(٢) آل عمران: ١٥٣.