تعريف المسند إليه بالإضافة وأغراضه
  والجنيب المجنوب المستتبع والجثمان الجسم والشخص والموثق هو المقيد بوثاق من قيد أو غيره ولفظ البيت خبر، والغرض منه التحسر والتحزن وإظهار الأسف (أو لتضمنها) أى: الإضافة (تعظيما لشأن المضاف إليه أو) لشأن (المضاف أو) لشأن (غيرهما) أى: غير المضاف إليه والمضاف (كقولك) فى تعظيم المضاف إليه (عبدى حضر) ففى إضافة العبد إلى الياء تعظيم المتكلم نفسه بأن له عبدا (و) كقولك تعظيم المضاف (عبد الخليفة ركب) ففى إضافة العبد إلى الخليفة تعظيم العبد بأنه عبد الخليفة، فإن العبد يزهو ويشرف بقدر مولاه (و) كقولك فى تعظيم غير المضاف، والمضاف إليه (عبد السلطان عندى) ففى الإخبار بعندية عبد السلطان تعظيم للمتكلم أن العبد المضاف إلى السلطان لديه وياء المتكلم هنا ولو كانت مضافا إليها لكنها ليست مضافا إليها المسند إليه مع أن المضاف إليه ما أوجب لها التعظيم إلا بالمظروف الذى هو المسند إليه المضاف للسلطان وكون ما ثبت له التعظيم ليس مسندا إليه مضافا ولا مضافا إليه المسند إليه هو المراد بقوله أو غيرهما، ولا يريد غير المسند المضاف إليه فى الجملة؛ بل بقيد كون المضاف منهما مسندا إليه كما بينا (أو لتضمنه تحقيرا) إما للمضاف الذى هو المسند إليه (نحو ولد الحجام حاضر) تحقيرا للولد الذى هو مسند إليه بأنه ولد الحجام وإما المضاف إليه نحو «مهين زيد حاضر» تحقيرا لزيد بأن له مهينا، وإما لغيرهما نحو «ولد الحجام جليس زيد» تحقيرا لزيد أن جليسه ولد الحجام، وليس مسندا إليه مضافا ولا مضافا إليه المسند إليه، وقد يعرف المسند إليه بالإضافة لإغنائها عن تفصيل متعذر نحو اتفق أهل الحق على كذا لتعذر تسمية جميع أهل الحق، أو عن تفصيل متعسر نحو «أهل البلد فعلوا كذا» لأن تسمية أهل البلد ولو أمكن متعسر أو عن تفصيل منع منه مانع ولو لم يتعسر كأن يكون فى التسمية تقديم بعضهم على بعض وهو يغيظهم نحو «علماء البلد فعلوا كذا» فلو قيل فلان وفلان كان فيه تعظيم بعضهم على بعض بالتقديم، وفيه غيظ المقدم عليه ونحو ذلك كأن يكون فى التسمية ذمهم وإهانتهم صريحا والتصريح مستكره نحو «علماء البلد مقصرون فى إظهار الحق» أو لتضمن الإضافة استعطافا كقوله تعالى، ولكن فى غير إضافة المسند إليه {لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ}(١) فإنه لما نهى كل من الرجل والمرأة عن
(١) البقرة: ٢٣٣.