مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

إخراج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر:

صفحة 35 - الجزء 1

إخراج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر:

  (٢٧٦) هذا كلّه مقتضى الظاهر؛ وقد يخرج الكلام على خلافه:

  أ - فيوضع المضمر موضع المظهر؛ كقولهم: (نعم رجلا) مكان: (نعم الرجل زيد) فى أحد القولين⁣(⁣١)، وقولهم: (هو أو هى زيد عالم) مكان الشأن أو القصة؛ ليتمكّن ما يعقبه فى ذهن السامع؛ لأنه إذا لم يفهم منه معنى، انتظره.

  (٢٨٠) وقد يعكس:

  أ - فإن كان⁣(⁣٢) اسم إشارة:، ف:

  ١ - لكمال العناية بتمييزه⁣(⁣٣)؛ لاختصاصه بحكم بديع؛ كقوله⁣(⁣٤) [من البسيط]:

  كم عاقل عاقل أعيت مذاهبه ... وجاهل جاهل تلقاه مرزوقا!

  هذا الّذى ترك الأوهام حائرة ... وصيّر العالم النّحرير زنديقا!

  ٢ - أو التهكّم بالسامع، كما إذا كان فاقد البصر.

  ٣ - أو النداء على كمال بلادته. ٤ - أو فطانته.

  ٥ - أو ادّعاء كمال ظهوره⁣(⁣٥)؛ وعليه⁣(⁣٦) من غير هذا الباب⁣(⁣٧) [من الطويل]:

  تعاللت كى أشجى وما بك علّة ... تريدين قتلى قد ظفرت بذلك⁣(⁣٨)


(١) وهو قول من يجعل المخصوص خبر مبتدأ محذوف، لا على رأى من يجعله مبتدأ، ونعم رجلا خبر.

(٢) أى المظهر الذى وضع موضع المضمر.

(٣) أى تميز المسند إليه.

(٤) البيتان لابن الراوندى الزنديق أوردهما بدر الدين بن مالك فى المصباح ص ٢٩، وقد أورد الإمام الطيبى فى التبيان فى جوابه بيتين لطيفين هما:

كم من أديب فهم قلبه ... مستكمل العقل مقل عديم

ومن جاهل مكثر ماله ... ذلك تقدير العزيز العليم

انظر التبيان للطيى بتحقيقى (١/ ١٥٨) ط المكتبة التجارية، مكة.

(٥) أى ظهور المشار إليه.

(٦) أى على وضع اسم الإشارة موضع المضمر لادعاء كمال الظهور.

(٧) أى باب المسند إليه.

(٨) البيت لابن الدمينة، فى ديوانه ص ١٦، وأورده بدر الدين بن مالك فى المصباح ص ٢٩.