مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

القصر

صفحة 411 - الجزء 1

  تدل على المعنى فى المتبوع؛ لأنها نفسه وورد عليه نحو: علمه، فى قولك أعجبنى زيد علمه، فهو تابع دل على معنى هو العلم فى المتبوع، وأجيب بأن المعنى دل على معنى كائن فى المتبوع من حيث كونه فى المتبوع؛ لأن الحيثية تراعى فى الحدود فالمراد أنه أشعر بالمتبوع فى دلالته وأن هذا المعنى كائن فى ذلك المتبوع كالعالم، لإشعاره بالذات التى هى المتبوع مع المعنى بخلاف نفس العلم فى قوله: نفعنى زيد علمه، فلم يشعر بالذات المتبوع إلا بالضمير المضاف إليه.

  وورد - أيضا - نحو: أخوك، من قوله: جاءنى زيد أخوك، لدلالته على الذات وعلى معنى فيها هو الأخوة، وأجيب بأن الغرض من البدل نفس النسبة لا الإشعار بالأخوة، وفيه نظر؛ لأن الغرض من كل اسم إفادة معناه.

  وورد أيضا خروج نحو: الشاملون، فى قولك (جاء الناس الشاملون زيدا) وهو نعت مع خروجه بقول الحد غير الشمول، وأجيب بأن المراد الشمول المعهود فى التوكيد، وهو الذى يستفاد بالألفاظ المعلومة وفيه ضعف.

  وورد أيضا نحو: العلم والرجل، فى قولك (أعجبنى هذا العلم فى هذا الرجل) فإن تابع الإشارة نصوا على أنه نعت، ولم يدل على معنى كائن فى المتبوع؛ لأنه نفسه - وكذا كل نعت كاشف - وقد يجاب بأن اسم الإشارة يراعى مدلوله من حيث إنه شيء يشار إليه، وكونه علما أو رجلا معنى زائد وكذا الاسم الكاشف؛ لأن ما قبله شيء، وكونه حقيقة كذا معنى زائد ولكن على تقدير تسليمه يرد عليه أنه حينئذ ليس فيه إشعار بشيئين - وهما الذات والمعنى - كما قرر فى النعت وإنما قلنا ليس فيه إشعار بذلك؛ لأنه ليس مشتقا وعلى تقدير الإشعار يرد عليه نحو: النفس، فى قولك (جاء زيد نفسه) لدلالة النفس على أن مدلول زيد موصوف بكون نفسه هى الفاعلة للمجيء، وليس موصوفا بكون ملابسه هو الفاعل للمجيء.

  فالأولى أن التعريف لغالب أفراد النعت، وفيه خروج عن مقتضى أصل الحدود وقد أطلت هنا للاحتياج إلى تحقيق ما يرد على هذا الحد؛ لأن الظاهر ممن حد به الارتضاء على أنا لم نتنزل له كل التنزل.