مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

الاستفهام

صفحة 467 - الجزء 1

  خارجا، فإذا قيل فى الجواب: هو قائم حصل التصديق (أو التصور) معطوف على التصديق أى تكون الهمزة للتصديق وقد تقدم، وتكون للتصور وهو إدراك غير النسبة الإيقاعية أو الانتزاعية بمعنى أن إدراك أن النسبة الفلانية، واقعة أو ليست بواقعة تصديق كما تقدم، وإدراك ما سوى ذلك من موضوع ومحمول ونسبة هى مورد الإيجاب والسلب تصور فطلب التصور ثلاثة أقسام:

  أحدهما: طلب تصور النسبة بين الطرفين من غير طلب وقوعها أو لا، وهذا القسم لم يمثل له؛ لأن طلب تصور الطرفين يغنى عنه.

  (و) ثانيها: طلب تصور المسند إليه (كقولك: أدبس فى الإناء أم عسل)، فإن هذا الكلام يدل على أنك عالم بوقوع النسبة وهى الحصول فى الإناء وجهلت الحاصل الذى هو المسند إليه؛ لأنه هو المتصف بكونه حاصلا فسألت عنه، فإذا قيل مثلا: عسل. تصورت المسند إليه بخصوصه وأنه عسل، وههنا نكتتان ينبغى التنبه لهما إحداهما: أن ظاهر ما هنا تأخر التصور عن التصديق، والمعهود العكس وجوابه أن التصور المتأخر تصور خاص كما أشرنا إليه، وأما مطلق التصور أعنى تصور المسند إليه فهو متقدم؛ لأنك تعلم أن ثم شيئا حاصلا فى الإناء دائرا بين العسل والدبس.

  والأخرى أن المسئول عنه فى الحقيقة ولو كان الذى يتبادر هو التصور فقط إنما هو التصور مع التصديق، فإن نفس حقيقة الدبس أو العسل المجاب بأحدهما معلومة قبل الجواب، والمستفاد من الجواب كون الواقع فى الإناء خصوص حصول العسل مثلا لا حقيقة العسل، فالسؤال فى الحقيقة عن حصول مخصوص، ويتبين ببيان خصوص الحاصل فالسؤال عن التصديق الخاص الكائن بالتصور الخاص لا عن مطلق التصور لكن لما حصل معه تعيين المسند إليه أو المسند سموه تصورا توسعا فافهم والدبس هو شراب حلو يتخذ من التمر أو العنب.

  (و) ثالثها: طلب تصور المسند كقولك: (أفى الخابية دبسك أم فى الزق) فإنك قد علمت حصول الدبس وجهلت ما حصل فيه الذى هو مسند ويلزم من الجهل بالظرف الجهل بما يتعلق به بخصوصه فسألت عنه فإذا قيل فى الجواب: هو فى الخابية