الاستفهام
  أزور على تقدير أن المعنى ليت الحج صار منى فتصدر الزيارة، وإنما ينصب كذلك عند قصد التمنى (لبعد المرجو) وهو الحج فى المثال (عن الحصول)، فصار يشبه المحالات التى لا طمع فيها فاستعملت فيه لعل، كاستعمال ليت لمشابهة هذا المعنى لمعناها، وعلى هذا فليس تمنيا حقيقة، وهذا بناء على أن لعل لا جواب لها لما تقدم، وهو مذهب البصريين، وإلا لم يدل نصب الجواب بعدها على تضمين معنى ليت كما هو مذهب الكوفيين.
الاستفهام
  (ومنها): أى: ومن أنواع الطلب: (الاستفهام) وهو طلب حصول صورة الشيء فى الذهن، فإن كانت تلك الصورة المطلوبة وقوع نسبة فى الخارج أو لا وقوعها بمعنى: أنه طلب أن وقوع النسبة هل هو محقق خارجا أو لا، لا أنه طلب مجرد تصور الوقوع بل تحققه خارجا فذلك المطلوب تصديق، وإن لم تكن تلك الصورة تحقق الوقوع بل تصور الموضوع أو المحمول المستلزمين غالبا لتصور النسبة بينهما فالمطلوب تصور وورد على حد الاستفهام بما ذكر أن قول القائل: فهمنى أو علمنى: طلب حصول صورة فى الذهن وليس استفهاما وأجيب بأن الصيغة - أعنى صيغة افعل - لا تختص بالصورة الذهنية، والمراد بالاستفهام ما يشعر بذلك بخصوصه، وأما صيغة افعل فلا تدل على التحصيل فى الذهن إلا فى هذه المادة، وب. ن المطلوب بما ذكر التحصيل لا الحصول ولا يخفى ما فى الجوابين من التكلف، والأول أقربهما
ألفاظ الاستفهام:
  (والألفاظ الموضوعة له) أى: للاستفهام كثيرة منها (الهمزة و) منها (هل و) منها (ما و) منها (من و) منها (أى و) منها (كم و) منها (كيف و) منها (أين و) منها (أنى و) منها (متى و) منها (أيان) ثم شرع فى بيان مواقع هذه الألفاظ فقال: (فالهمزة) منها (لطلب التصديق) وهو كما تقدم حصول النسبة التامة بين شيئين بتحقق وقوعها خارجا، وفى ضمنه انقياد الذهن لتلك النسبة وذلك (كقولك) فى طلب التصديق بمضمون الجملة الفعلية (أقام زيد) فقد تصورت القيام وزيدا والنسبة بينهما وسألت عن وقوع تلك النسبة خارجا، فإذا قيل قام: حصل ذلك التصديق، (و) فى طلب التصديق بمضمون الاسمية (أزيد قائم) فقد تصورت أيضا الطرفين والنسبة، وسألت عن وقوعها