مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

الإنشاء

صفحة 57 - الجزء 1

  نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ مِنْ فِرْعَوْنَ}⁣(⁣١) بلفظ الاستفهام، ورفع «فرعون»؛ ولهذا قال: {إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ} والاستبعاد؛ نحو: {أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ}⁣(⁣٢).

  (٤٩٩) ومنها: الأمر، والأظهر: أنّ صيغته من المقترنة باللام؛ نحو: «ليحضر زيد وغيرها»؛ نحو: أكرم عمرا، ورويد⁣(⁣٣) بكرا، موضوعة لطلب الفعل استعلاء؛ لتبادر الفهم عند سماعها إلى ذلك المعنى.

  (٥٠٢) وقد تستعمل لغيره؛ كالإباحة؛ نحو: جالس الحسن أو ابن سيرين، والتهديد؛ نحو: {اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ}⁣(⁣٤)، والتعجيز؛ نحو: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ}⁣(⁣٥)، والتسخير؛ نحو: {كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ}⁣(⁣٦)، والإهانة؛ نحو: {كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً}⁣(⁣٧)، والتسوية؛ نحو: {فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا}⁣(⁣٨)، والتمنّي؛ نحو [من الطويل]:

  ألا أيّها اللّيل الطّويل ألا انجلى⁣(⁣٩)

  والدعاء؛ نحو: ربّ اغفر لى، والالتماس؛ كقولك لمن يساويك رتبة: «افعل بدون الاستعلاء».

  (٥٠٩) ثم الأمر: قال السكاكى: «حقّه الفور»؛ لأنه الظاهر من الطلب، ولتبادر الفهم عند الأمر بشيء بعد الأمر؛ بخلافه إلى تغيير الأمر الأول، دون الجمع، وإرادة التراخي؛ وفيه نظر.


(١) الدخان: ٣٠ - ٣١.

(٢) الدخان: ١٣ - ١٤.

(٣) فالمراد بصيغته: ما دل على طلب فعل غير كف استعلاء سواء كان اسما أو فعلا.

(٤) فصلت: ٤٠.

(٥) البقرة: ٢٣.

(٦) البقرة: ٦٥.

(٧) الإسراء: ٥٠.

(٨) الطور: ٥٠.

(٩) أورده محمد بن على الجرجانى فى الإشارات ص ١١٧، وعزاه لامرئ القيس. وعجزه: بصبح، وما الإصباح منك بأمثل.