مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

الفصل والوصل

صفحة 63 - الجزء 1

  (٥٦٤) وقد يحذف صدر الاستئناف؛ نحو: {يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ رِجالٌ}⁣(⁣١) وعليه: «نعم الرجل زيد» على قول⁣(⁣٢).

  وقد يحذف كلّه: إمّا مع قيام شيء مقامه؛ نحو قول الحماسىّ: [من الوافر]:

  زعمتم أنّ إخوتكم قريش ... لهم إلف وليس لكم إلاف⁣(⁣٣)

  أو بدون ذلك؛ نحو: {فَنِعْمَ الْماهِدُونَ}⁣(⁣٤) أى: نحن؛ على قول⁣(⁣٥).

  وأما الوصل لدفع الإيهام: فكقولهم: (لا وأيّدك الله).

  وأما التوسّط: فإذا اتّفقتا خبرا وإنشاء، لفظا ومعنى، أو معنى فقط بجامع؛ كقوله تعالى: {يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ}⁣(⁣٦)، وقوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ}⁣(⁣٧) وقوله تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا}⁣(⁣٨) وكقوله: {وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً}⁣(⁣٩) أى: لا تعبدوا، وتحسنون، بمعنى: أحسنوا، أو: وأحسنوا.

  والجامع بينهما: يجب أن يكون باعتبار المسند إليهما والمسندين جميعا؛ نحو: يشعر زيد ويكتب، ويعطى ويمنع، وزيد شاعر، وعمرو كاتب، وزيد طويل، وعمرو قصير؛ لمناسبة بينهما؛ بخلاف: زيد شاعر، وعمرو كاتب؛ بدونهما، وزيد شاعر وعمرو طويل؛ مطلقا.

  السكاكى: «الجامع بين الشيئين»:


(١) النور: ٣٦ - ٣٧.

(٢) أى: على قول من يجعل المخصوص خبر مبتدأ محذوف أى هو زيد، ويجعل الجملة استئنافا جوابا للسؤال عن تفسير الفاعل المبهم.

(٣) البيت لمساور بن هند، من شعراء الحماسة.

(٤) الذاريات: ٤٨.

(٥) أى: على قول من يجعل المخصوص خبر مبتدأ محذوف أى هم نحن.

(٦) النساء: ١٤٢.

(٧) الانفطار: ١٣ - ١٤.

(٨) الأعراف: ٣١.

(٩) البقرة: ٨٣.