مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

الفصل والوصل

صفحة 62 - الجزء 1

  وتظنّ سلمى أننى أبغى بها ... بدلا أراها فى الضّلال تهيم⁣(⁣١)

  (٥٥٨) ويحتمل الاستئناف.

  (٥٥٨) وأما كونها كالمتّصلة بها: فلكونها جوابا لسؤال اقتضته الأولى؛ فتنزل منزلته فتفصل عنها؛ كما يفصل الجواب عن السؤال.

  (٥٥٩) السكاكى: فينزل ذلك منزلة الواقع لنكتة؛ كإغناء السامع عن أن يسأل، أو مثل ألا يسمع منه شيء، ويسمّى الفصل لذلك استئنافا، وكذا الثانية، وهو ثلاثة أضرب؛ لأن السؤال:

  إمّا عن سبب الحكم مطلقا؛ نحو⁣(⁣٢) [من الخفيف]:

  قال لى: كيف أنت قلت: عليل ... سهر دائم وحزن طويل

  أى: ما بالك عليلا؛ أو: ما سبب علّتك؟

  وإمّا عن سبب خاصّ؛ نحو: {وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ}⁣(⁣٣)؛ كأنه قيل:

  هل النفس أمّارة بالسوء؟ وهذا الضرب يقتضى تأكيد الحكم؛ كما مر⁣(⁣٤).

  (٥٦٢) وإما عن غيرهما؛ نحو: {قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ}⁣(⁣٥) أى: فماذا قال؟ وقوله [من الكامل]:

  زعم العواذل أنّنى فى غمرة ... صدقوا ولكن غمرتى لا تنجلى⁣(⁣٦)

  (٥٦٣) وأيضا: منه ما يأتى بإعادة اسم ما استؤنف عنه؛ نحو: «أحسنت إلى زيد؛ زيد حقيق بالإحسان»، ومنه: ما يبنى على صفته؛ نحو: «أحسنت إلى زيد؛ صديقك القديم أهل لذلك»؛ وهذا أبلغ.


(١) البيت لأبى تمام أورده محمد بن على الجرجانى فى الإشارات ص ١٢٩ والشاهد فصل أراها عن وتظن.

(٢) أورده محمد بن على الجرجانى فى الإشارات ص ١٢٥ بلا عزو.

(٣) يوسف: ٥٣.

(٤) أى فى أحوال الإسناد الخبرى.

(٥) هود: ٦٩.

(٦) أورده محمد بن على الجرجانى فى الإشارات ص ١٢٥ بلا عزو، والطيى فى التبيان ص ١٤٢. الغمرة: الشدة.