مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

تذنيب

صفحة 65 - الجزء 1

  (٦٠٠) وإلّا⁣(⁣١) فإن كانت فعلية، والفعل مضارع مثبت: امتنع دخولها؛ نحو: {وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ}⁣(⁣٢)؛ لأنّ الأصل المفردة، وهى تدل على حصول صفة غير ثابتة مقارنة لما جعلت قيدا له، وهو كذلك؛ أما الحصول: فلكونه فعلا مثبتا، وأما المقارنة: فلكونه مضارعا.

  وأما ما جاء من نحو: «قمت وأصكّ وجهه»، وقوله [من المتقارب]:

  فلمّا خشيت أظافيرهم ... نجوت وأرهنهم مالكا⁣(⁣٣)

  فقيل: على حذف المبتدأ، أى: وأنا أصكّ، وأنا أرهنهم.

  وقيل: الأوّل شاذّ والثانى ضرورة.

  (٦٠٥) وقال عبد القاهر: هى فيهما للعطف، والأصل: و «صككت»، و «رهنت»؛ عدل عن لفظ الماضى إلى المضارع؛ حكاية للحال.

  وإن كان منفيّا: فالأمران؛ كقراءة ابن ذكوان: {فَاسْتَقِيما وَلا تَتَّبِعانِ}⁣(⁣٤) بالتخفيف، ونحو: {وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللهِ}⁣(⁣٥)؛ لدلالته على المقارنة؛ لكونه مضارعا، دون الحصول؛ لكونه منفيّا.

  (٦٠٨) وكذا إن كان ماضيا لفظا أو معنى؛ كقوله تعالى: {أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ}⁣(⁣٦) وقوله: {أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ}⁣(⁣٧)، وقوله: {أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ}⁣(⁣٨)، وقوله: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ}⁣(⁣٩)، وقوله: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ}⁣(⁣١٠):


(١) عطف على قوله إن خلت أى وإن لم تخل الجملة الحالية عن ضمير صاحبها.

(٢) المدثر: ٦.

(٣) أورده محمد بن على الجرجانى فى الإشارات ص ١٣٧ وهو لعبد الله بن همام السلولى.

(٤) يونس: ٨٩.

(٥) المائدة: ٨٤.

(٦) آل عمران: ٤٠.

(٧) النساء: ٩٠.

(٨) مريم: ٢٠.

(٩) آل عمران: ١٧٤.

(١٠) البقرة: ٢١٤.