مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

تذنيب

صفحة 66 - الجزء 1

  (٦٠٩) أما المثبت: فلدلالته على الحصول؛ لكونه فعلا مثبتا، دون المقارنة؛ لكونه ماضيا؛ ولهذا شرط أن يكون مع (قد) ظاهرة أو مقدّرة.

  وأما المنفىّ: فلدلالته على المقارنة دون الحصول:

  أما الأول: فلأنّ (لمّا): للاستغراق، وغيرها⁣(⁣١): لانتفاء متقدّم مع أن الأصل استمراره، فيحصل به⁣(⁣٢) الدلالة عليها⁣(⁣٣) عند الإطلاق؛ بخلاف المثبت: فإنّ وضع الفعل على إفادة التجدد، وتحقيقه: أنّ استمرار العدم لا يفتقر إلى سبب، بخلاف استمرار الوجود.

  وأما الثاني⁣(⁣٤): فلكونه منفيّا.

  (٦١٣) وإن كانت اسمية: فالمشهور جواز تركها؛ لعكس ما مرّ فى الماضى المثبت؛ نحو: كلّمته فوه إلى فىّ. وأنّ دخولها أولى؛ لعدم دلالتها على عدم الثبوت، مع ظهور الاستئناف فيها، فحسن زيادة رابط؛ نحو: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}⁣(⁣٥).

  وقال عبد القاهر: إن كان المبتدأ ضمير ذى الحال، وجبت، نحو: «جاءنى زيد»، وهو يسرع أو «وهو مسرع»، وإن جعل نحو: «على كتفه سيف» حالا كثر فيها تركها؛ نحو [من الطويل]:

  خرجت مع البازى علىّ سواد⁣(⁣٦)

  ويحسن الترك: تارة لدخول حرف على المبتدأ؛ كقوله [من الطويل]:

  فقلت: عسى أن تبصرينى كأنما ... بنىّ حوالىّ الأسود الحوارد⁣(⁣٧)

  وأخرى⁣(⁣٨) لوقوع الجملة الاسمية بعقب مفرد؛ كقوله⁣(⁣٩) [من السريع]:


(١) أى: غير (لما) مثل (لم وما).

(٢) أى: بالنفى المستمر.

(٣) أى: على المقارنة.

(٤) أى: عدم دلالته على الحصول.

(٥) البقرة: ٢٢.

(٦) أورده محمد بن على الجرجانى فى الإشارات ص ١٣٦ وعزاه لبشار. وصدر البيت: إذا أنكرتنى بلدة أو نكرتها.

(٧) البيت للفرزدق. الحوارد: من حرد إذا غضب.

(٨) أى ويحسن الترك تارة أخرى.

(٩) البيت لابن الرومى.