مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

الوجه الثامن: الاعتراض

صفحة 674 - الجزء 1

  والتذييل بالتى لا محل لها من الإعراب، وأما الإيغال فبينه وبين التتميم عموم، من وجه لمثل ما ذكر، لأنهما يجتمعان فى فضلة لم تدفع إيهام خلاف المقصود، وينفرد الإيغال بالجملة التى لا محل لها وما فيه دفع إيهام خلاف المقصود، وينفرد التتميم بما يكون فى أثناء الكلام مما ليس لختم شعر ولا لختم كلام وقوله (لنكتة) تصوير وزيادة بيان لأنه كما يشترط فى الفضلة المأتى بها أن تكون لنكتة كذا كل ما حصل به الإطناب، وإلا كان تطويلا، ثم مثل للنكتة فقال وتلك النكتة (كالمبالغة) فى المدح المسوق له الكلام وذلك (نحو) قوله تعالى فى مدح الأبرار بإطعام الطعام ({وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ})⁣(⁣١) وإنما يكون زيادة الفضلة التى هى المجرور هنا من المبالغة المذكورة (فى وجه) مذكور فى الآية الكريمة وهو أن يكون الضمير فى حبه عائدا على الطعام، فيكون المعنى ويطعمون الطعام على حبه الناشئ عن الحاجة إليه، فهذا أبلغ فى المدح من مجرد إطعام الطعام، ولو كان مدحا أيضا، وذلك لأن الإطعام مع الحاجة يدل على النهاية فى التنزه عن البخل المذموم شرعا، وأما إن أجريت الآية على وجه آخر، وهو أن يكون الضمير عائدا على الله تعالى، ويكون على للتعليل فيكون التقدير ويطعمون الطعام لأجل حب الله تعالى، فلا يكون المجرور مما يفيد نكتة المبالغة، بل لأصل المراد إذ لا مدح بإطعام الطعام، إلا أن يكون لله تعالى فهو مما يكمل أصل المراد هذا إذا روعى المدح الكائن بالنظر إلى أهل الدنيا بل يقال فيه نكتة مطلقا لأن إطعامه حيث وجدت الغفلة بأن لم يقصد الرياء ولا محبة الله تعالى، مما يمدح به شرعا لما قيل إن الكرم الطبيعى مما يترتب عليه الثواب، ولو بلانية فتأمله.

الوجه الثامن: الاعتراض

  (وإما بالاعتراض) أى: يحصل الإطناب إما بكذا وإما بكذا، وإما بما يسمى الاعتراض (وهو) أى الاعتراض (أن يؤتى فى أثناء الكلام) ويعنى بالكلام مجموع المسندين مع المتعلقات والفضلات ولو بالعطف، لا ما يتركب من المسندين فقط (أو) يؤتى (بين كلامين متصلين معنى) أى: متصلين من جهة المعنى، ويعنى باتصالهما أن


(١) الإنسان: ٨.