مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

فصل

صفحة 25 - الجزء 2

  الحاصلة لها فى استيفاء اللذات، أو الأسباب التى قلّما تتآخذ⁣(⁣١) فى اتباع الغى، إلا أوان الصّبا؛ فتكون الاستعارة تحقيقية.

فصل

  (٣٦٧) عرّف السكاكى الحقيقة اللغوية بالكلمة المستعملة فيما وضعت له، من غير تأويل فى الوضع؛ واحترز بالقيد الأخير عن الاستعارة، على أصح القولين؛ فإنها مستعملة فيما وضعت له بتأويل.

  (٣٦٩) وعرّف المجاز اللّغوى بالكلمة المستعملة فى غير ما وضعت له بالتحقيق، فى اصطلاح به التخاطب، مع قرينة مانعة عن إرادته، وأتى بقيد «التحقيق»؛ لتدخل الاستعارة؛ على ما مرّ.

  وردّ: بأن الوضع إذا أطلق لا يتناول الوضع بتأويل، وبأنّ التقييد باصطلاح التخاطب لا بدّ منه فى تعريف الحقيقة.

  (٣٨٣) وقسّم المجاز اللغوى إلى الاستعارة وغيرها. وعرّف الاستعارة بأن تذكر أحد طرفى التشبيه، وتريد به الآخر، مدّعيا دخول المشبّه فى جنس المشبّه به. وقسّمها إلى المصرّح بها، والمكنى عنها.

  وعنى بالمصرّح بها: أن يكون المذكور هو المشبّه به، وجعل منها تحقيقيّة، وتخييليّة: وفسّر التحقيقيّة بما مرّ، وعدّ التمثيل منها: وردّ: بأنه⁣(⁣٢) مستلزم للتركيب المنافى للإفراد.

  (٣٩٦) وفسّر التخييلية بما لا تحقّق لمعناه حسّا ولا عقلا، بل هو صورة وهميّة محضة؛ كلفظ «الأظفار» فى قول الهذليّ⁣(⁣٣)؛ فإنه لما شبّه المنيّة بالسّبع فى الاغتيال، أخذ


(١) فى (متن التلخيص) و (ط) الحلبى: (تأخذ).

(٢) أى التمثيل.

(٣) يشير إلى قول أبى ذؤيب الهذلى فى عينيّته المشهورة:

وإذا المنية أنشبت أظفارها* ... ألفيت كلّ تميمة لا تنفع