مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

القول بالموجب

صفحة 45 - الجزء 2

  (٥٩١) والمبالغة فى المدح؛ كقوله⁣(⁣١) [من البسيط]:

  ألمع برق سرى أم ضوء مصباح ... أم ابتسامتها بالمنظر الضّاحى

  أو فى الذم؛ كقوله⁣(⁣٢) [من الوافر]:

  وما أدرى ولست إخال أدرى ... أقوم آل حصن أم نساء؟!

  والتدلّه فى الحبّ فى قوله [من البسيط]:

  بالله يا ظبيات القاع قلن لنا ... ليلاى منكنّ أم ليلى من البشر⁣(⁣٣)

القول بالموجب

  (٥٩٣) ومنه: القول بالموجب؛ وهو ضربان:

  أحدهما: أن تقع صفة فى كلام الغير كناية عن شيء أثبت له حكم، فتثبتها لغيره من غير تعرّض لثبوته له أو انتفائه عنه؛ نحو: {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}⁣(⁣٤).

  (٥٩٤) والثانى: حمل لفظ وقع فى كلام الغير على خلاف مراده، ممّا يحتمله بذكر متعلّقه؛ كقوله⁣(⁣٥) [من الخفيف]:

  قلت: ثقّلت إذ أتيت مرارا ... قال: ثقّلت كاهلى بالأيادي


(١) البيت للبحترى، من قصيدة يمدح فيها الفتح بن خاقان، ديوانه ١/ ٤٤٢.

(٢) البيت لزهير، ديوانه ص ٧٣.

(٣) البيت للحسين بن عبد الله أو العرجى الطراز ٣/ ٨١، والمصباح ص ٨٨.

(٤) المنافقون: ٨.

(٥) البيت للحسن بن أحمد المعروف بابن حجاج، وقيل: لمحمد بن إبراهيم الأسدى. أورده محمد بن على الجرجانى فى الإشارات ص ٢٨٧.