مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

خاتمة: في السرقات الشعرية، وما يتصل بها، وغير ذلك

صفحة 54 - الجزء 2

  سأشكر عمرا إن تراخت منيّتى ... أيادى لم تمنن وإن هى جلّت

  فتى غير محجوب⁣(⁣١) الغنى عن صديقه ... ولا مظهر الشّكوى إذا النّعل زلّت

  رأى خلّتى من حيث يخفى مكانها ... فكانت قذى عينيه حتّى تجلّت

  (٦٤٤) وأصل الحسن فى ذلك كلّه: أن تكون الألفاظ تابعة للمعانى، دون العكس.

خاتمة: فى السّرقات الشّعريّة، وما يتّصل بها، وغير ذلك

  (٦٤٧) اتفاق القائلين إن كان فى الغرض على العموم - كالوصف بالشجاعة، والسخاء، ونحو ذلك - فلا يعدّ سرقة؛ لتقرّره فى العقول والعادات. وإن كان فى وجه الدّلالة؛ كالتشبيه، والمجاز، والكناية، وكذكر هيئات تدلّ على الصفة؛ لاختصاصها بمن هى له - كوصف الجواد بالتهلّل عند ورود العفاة، والبخيل بالعبوس مع سعة ذات اليد -: فإن اشترك الناس فى معرفته لاستقراره فيهما⁣(⁣٢)؛ كتشبيه الشجاع بالأسد، والجواد بالبحر، فهو كالأول؛ وإلّا جاز أن يدّعى فيه السبق والزيادة.

  وهو⁣(⁣٣) ضربان؛ خاصّىّ فى نفسه غريب، وعامى تصرّف فيه بما أخرجه من الابتذال إلى الغرابة؛ كما مر.

  (٦٥٣) فالسرقة والأخذ نوعان: ظاهر، وغير ظاهر.

  (٦٥٣) أما الظاهر: فهو أن يؤخذ المعنى كلّه، إمّا مع اللفظ كلّه، أو بعضه، أو وحده:


(١) للأرجانى.

(٢) تصحفت فى المتن إلى (محبوب).

(٣) أى فى العقول والعادات، وقد تصفحت إلى (فيها).

(٤) يعنى النوع الذى لم يشترك الناس فى معرفته.