وجه الشبه الواحد
  المفتاح فإنه قال: الوصف العقلى منحصر - أى: متردد على وجه الحصر - بين حقيقى كالكيفيات النفسانية وبين اعتبارى ونسبى، ثم مثل للنسبى بقوله: كاتصاف الشيء بكونه مطلوب الوجود أو العدم عند العقل أى: لأن كون الشيء مطلوب الوجود عند العقل، يعنى إن كان محبوبا أمر نسبى يتعقل بين المطلوب والطالب الذى هو العقل فكان إضافيا، وكذا اتصاف الشيء بكونه مطلوب العدم عند العقل، يعنى إن كان مكروها أمر نسبى أيضا، وذلك كقولك فى التشبيه: هذا الأمر كأشد ما يتمنى أو كأشد ما يكره ومثل للاعتبارى الوهمى بقوله: أو كاتصافه بشيء تصورى وهمى محض، يعنى كصورة أنياب الأغوال التى لا وجود لها إلا فى الوهم كما تقدم، فتقول فى التشبيه: هذا السنان كناب الغول، فإن هذا الكلام من السكاكى إن بنى على ما هو المشهور عند المتكلمين - من أن الأمور النسبية اعتبارية - يكون عطف النسبى فى قوله: ونسبى على الاعتبارى من عطف الخاص على العام، ويكون التمثيل الأول كما أشرنا إليه لهذا الاعتبارى المخصوص، والتمثيل الثانى لقسم آخر من الاعتبارى وهو الوهمى لا يتوهم عده من الحسى كما تقدم. ويلزم على هذا البناء كون الحقيقى فى مقابلة الاعتبارى، ويدخل فى الاعتبارى جميع أنواعه وإن كان لم يمثل إلا لنوعين، وأما إن بنى على أن النسبى موجود لم يدل على أن الحقيقى قوبل بالاعتبارى فقط، بل على أنه قوبل بالاعتبارى والنسبى؛ لأن النسبى ليس من قبيل الاعتبارى على هذا البناء، فلم يدل كلامه على أن الحقيقى أطلق فى مقابلة الاعتبارى فقط، بل نقول: يحتمل كلامه كما يدل عليه المثال أن يختص الاعتبارى بالوهمى فيندرج فى الحقيقى بعض أنواع الاعتبارى كالإمكان فلا يدل على ما قيل على وجه الإطلاق، فتأمل ههنا حتى تعلم أن هذا البسط والتحرير محتاج إليه فى هذا المقام.
تقسيم آخر لوجه الشبه
وجه الشبه الواحد
  (و) نعود (أيضا) إلى تقسيم آخر فى الوجه فنقول: (إما واحد) أي: إما أن يكون واحدا، ونعنى بالواحد ما يعد فى العرف واحدا لا الذي لا جزء له أصلا، وذلك