مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

شرح المغربي لمقدمة السعد على تلخيص المفتاح

صفحة 93 - الجزء 1

  محمود) اسمه (جانى بك خان) لقب أعجمى له (خلد الله سرادق عظمته وجلاله) أى: أدام الله عظمته التى هى كالسرادق فى الالتجاء إليها. (وأدام رواء) حسن منظر أو عذب. (نعيم الآمال) أى: تنعم أرباب الآمال الكائن (من سجال أفضاله) أى: من أفضاله الذى هو فى فيضانه على الدوام كالسجال فى إفراغها على العطاش، (ف) حيث كان الممدوح بهذه الصفة (حاولت) أى: رمت (بهذا الكتاب التشبث بأذيال الإقبال) شبه إقبال الممدوح بالعطاء برجل لابس شريف من استمسك بأذياله بلغ المراد ونجا من كل جائحة فى الاستغناء به، فأضمر التشبيه فى النفس كناية وأضاف التشبث بالأذيال إليه تخييلا (و) حاولت (الاستظلال بظلال الرأفة والإفضال) أى: رمت تناول إفضاله، ورأفته اللذين هما كالظلال فى الالتجاء، فإضافة الظلال إلى الرأفة من إضافة المشبه به إلى المشبه، وذكر الاستظلال ترشيح للتشبيه (ف) بسبب قصدى لتلك المحاولة والدخول فى تلك الرأفة والإفضال (جعلت تأليفه) أى: هذا الكتاب (خدمة لسدته التى هى ملتئم شفاء الأقيال) السدة عتبة الباب، والأقيال جمع قيل وهو ملك من ملوك حمير، والمراد هنا الملك مطلقا، وإذا وصف العتبة بكونها تلتئم أى: تستلم بشفاء الملوك، فما ظنك بغيرهم، والسدة كناية عن الممدوح⁣(⁣١) أى: جعلت هذا الكتاب خدمة للممدوح، والخدمة فى الأصل سعاية فى مراد المخدوم، ولما كان هذا الممدوح راغبا فى الحق والعلم فى زعم المادح كان التأليف خدمة له، ففى الكلام مدحه بهذا المعنى، وهو كونه راغبا فى الخيرات آمرا بها (و) خدمة للسدة التى هى (معول رجاء الآمال) أى: على تلك السدة يعنى مولاها يعول ويتكل الراجون فى آمالهم، وفى الكلام تشبيه الآمال بالطالبين كناية، وذكر الرجاء والتعويل تخييل (و) تلك السدة أيضا (مبوأ) أى: منزل (العظمة والجلال) وهذا كناية عن صاحبها (لا زالت) تلك السدة (محط) أى: محلا تحط به (رحال الأفاضل) عند انتهائهم فى أسفارهم إذ لا يرحلون إلا لها لطلب إفضالها (و) لا زالت (ملاذ) أى: ملجأ (أرباب) أى أصحاب (الفضائل) وهى ما يطلب تحصيله من الفضل (و) لا زالت (عون الإسلام) يستعينون بها على جلب كل مهم (و) لا زالت


(١) وهى ما تسمى كناية عن نسبة كقولهم (المجد بين برديه).