مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

أحوال الإسناد الخبري

صفحة 19 - الجزء 1

  (١٤٧) وردّ: بأن المعنى: لكاذبون فى الشهادة، أو فى تسميتها، أو فى المشهود به فى زعمهم.

  الجاحظ⁣(⁣١) مطابقته مع الإعتقاد، وعدمها معه⁣(⁣٢)، وغيرهما⁣(⁣٣) ليس بصدق ولا كذب؛ بدليل: {أَفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ}⁣(⁣٤)؛ لأن المراد بالثانى غير الكذب؛ لأنه قسيمه، وغير الصدق؛ لأنهم لم يعتقدوه:

  وردّ: بأنّ المعنى: «أم لم يفتر؟!»؛ فعبّر عنه ب «الجنّة»؛ لأنّ المجنون لا افتراء له.

أحوال الإسناد الخبريّ

  (١٥٣) لا شك أن قصد المخبر بخبره إفادة المخاطب: إمّا الحكم، أو كونه عالما به؛ ويسمّى الأول: فائدة الخبر.

  والثانى: لازمها.

  (١٥٥) وقد ينزل العالم بهما منزلة الجاهل؛ لعدم جريه على موجب العلم؛ فينبغى أن يقتصر من التركيب على قدر الحاجة:

  (١٥٦) فإن كان خالى الذّهن من الحكم، والتردّد فيه: استغنى عن مؤكّدات الحكم. وإن كان متردّدا فيه، طالبا له: حسن تقويته بمؤكّد.

  وإن كان منكرا: وجب توكيده بحسب الإنكار؛ كما قال الله - تعالى - حكاية عن رسل عيسى، #، إذ كذّبوا فى المرّة الأولى: {إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ}⁣(⁣٥)، وفى الثانية: {إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ}⁣(⁣٦).


(١) أى: قال الجاحظ.

(٢) أى مع اعتقاد أنه غير مطابق.

(٣) أى غير هذين القسمين.

(٤) سبأ: ٨.

(٥) يس: ١٤.

(٦) يس: ١٦.