مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

إخراج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر

صفحة 20 - الجزء 1

  (١٥٩) ويسمى الضرب الأول: ابتدائيا، والثانى: طلبيا، والثالث: إنكاريا، وإخراج الكلام عليها: إخراجا على مقتضى الظاهر.

  (١٥٩) وكثيرا ما يخرج على خلافه.

إخراج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر

  فيجعل غير السائل كالسائل: إذا قدّم إليه ما يلوّح له بالخبر؛ فيستشرف له استشراف الطالب المتردّد؛ نحو: {وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ}⁣(⁣١).

  (١٦٠) وغير⁣(⁣٢) المنكر كالمنكر: إذا لاح عليه شيء من أمارات الإنكار؛ نحو⁣(⁣٣) [من السريع]:

  جاء شقيق عارضا رمحه ... إنّ بنى عمّك فيهم رماح

  (١٦٢) والمنكر كغير المنكر⁣(⁣٤): إذا كان معه ما إن تأمّله ارتدع؛ نحو: {لا رَيْبَ فِيهِ}⁣(⁣٥).

  (١٦٤) وهكذا اعتبارات النّفى.

ثم الإسناد:

  (١٦٤) ١ - منه: حقيقة عقلية، وهى: إسناد الفعل - أو معناه - إلى ما هو له عند المتكلّم، فى الظاهر؛ كقول المؤمن: أنبت الله البقل، وقول الجاهل: أنبت الرّبيع البقل، وقولك:

  جاء زيد، وأنت تعلم أنه لم يجئ.

  (١٦٨) ٢ - ومنه: مجاز عقلىّ، وهو: إسناده إلى ملابس له غير ما هو له بتأوّل.


(١) المؤمنون: ٢٧.

(٢) أى ويجعل غير المنكر كالمنكر.

(٣) البيت لحجل بن نضلة الباهلى، وهو شاعر جاهلى، والبيت فى دلائل الإعجاز للجرجانى، ص ٣٠٤، ٣١٢، والمصباح لبدر الدين بن مالك، (٦)، والإيضاح للقزوينى (١/ ٢٠).

(٤) أى: ويجعل المنكر كغير المنكر.

(٥) البقرة: ٢.