مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

حذف المسند إليه

صفحة 191 - الجزء 1

  (أو ل) إيهام (صونه عن لسانك) تعظيما له كما يحذف عند بناء الفعل للمفعول فيقال: رزقنا ومطرنا تعظيما لذكر اسم الرازق وصونه عن رذالة لسانك فتقول عند حذف المسند إليه من غير إنابة مقرر للشرائع وموضح للدليل فيجب الاتباع، تريد رسول الله ولم تذكره تعظيما وصونا له عن لسانك وإنما قال: إيهام الصون؛ لأنه إذا كان يكفى فى الحذف قصد إيهام الصون فأحرى عند قصد الصون بالفعل كما فى المثال.

  (أو) لإيهام (عكسه) وهو صون لسانك عنه تحقيرا له فتقول: موسوس وساع فى الفساد فيما ضر وما نفع فوجبت مخالفته، تريد الشيطان فحذفته لقصد صون اللسان أو لإيهام صون اللسان عنه (أو) ل (تأتى الإنكار) أى: تيسره للمتكلم (لدى الحاجة) أى: عند الحاجة إلى الإنكار فتقول عند حضور جماعة فيهم عدو مهان: فاسق فاجر لئيم والله تريد زيدا الذى هو العدو مثلا ليتأتى لك الإنكار عند لومه أو تشكيه فتقول ما سميتك ما عنيتك (أو) ل (تعينه) أى: المسند إليه وهذا ولو كان يمكن أن يدعى دخوله فى الاحتراز لكن ذكر؛ لأن حذف الجلالة لا يقال فيه للاحتراز المذكور، لما فيه من سوء الأدب فتقول مثلا: خالق كل شيء رازق كل شيء، ومعلوم أن هذا الوصف ليس إلا لله ø فيقال له حذف المسند إليه هنا لتعينه لظهور أن لا خالق ولا رازق سواه، وذكره أيضا ليكون توطئة لقوله (أو لادعائه) أى: التعين فتقول: وهاب الألوف مقيم العدل، تريد السلطان، وتحذفه لادعاء تعينه وأنه لا يتصف بذلك غيره من رعيته (أو) ل (نحو ذلك) كضيق المقام عن إطالة الكلام بذكر المسند إليه بسبب ضجر وسآمة إليه من علته، فضاق صدره عن ذكر المسند إليه، وكخوف فوات فرصة وهى ما يغتنم تناوله بسبب الإطالة بذكر المسند إليه كقول الصياد عند عروض إبصار الغزال غزال غزال أى: هذا غزال فاصطادوه فحذف هذا؛ لأن ذكره بحسب رغبته فى التسارع إليه وتوهمه أن فيه طولا كثيرا يفيته بزعمه ومحافظة على وزن فى البيت؛ لأن ذكر المسند إليه يفسد ذلك الوزن ويصح التمثيل له بقوله: قلت عليل إذ لو ذكره لم يستقم الوزن أو المحافظة على قافية فى آخر البيت؛ لأن ذكره يبطلها أو سجع فى النثر