مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح،

أحمد بن محمد بن يعقوب (المتوفى: 1128 هـ)

استطراد إلى التغليب

صفحة 337 - الجزء 1

  والإشعار بأن حكمه حكم الواقع ليطيب بذلك وقت المخاطب والمتكلم كما يقال عند انعقاد أسباب الاشتراء من حضور سوق السلعة الذى كثرت فيه مع قلة المشترين، ومع وجود الثمن، ورغبة البائعين فى البيع إن اشترينا كذا كان كذا (أو) ل (كون ما هو للوقوع كالواقع) أى: يعبر بالمضى عن المستقبل فى جملة الشرط لقصد إبراز غير الحاصل فى معرض الحاصل لقوة الأسباب أو لكون المعنى شأنه الوقوع فهو كالواقع فى ترتب ثمرة الوقوع فى الجملة على كل منهما فقوله، (أو لكون) معطوف على قوله (قوة) وهو من عطف العام على الخاص؛ لأن كون الشيء للوقوع، إما لقوة الأسباب المتآخذة فيه، وإما للعلم بوقوعه من جهة أخرى، فإذا كان الشيء من شأنه الوقوع نزل منزلة الواقع فيبرز فى معرض الحاصل؛ لأنه أنسب بالمقام لمثل ما تقدم فى القوة إن كان مرغوبا وإن كان غير مرغوب، فيناسب المقام لمثل أن فى إظهاره كذلك ما يقتضى الاستعداد لنزوله أو يقتضى الإرهاب مثلا، وقد تبين مما بينا من ترتب الإبراز عليه كالقوة أنه من علل الإبراز ومما يلاقيه ذلك الإبراز لوجه آخر مستقل حتى يعطف عليه، ويكون قسيما له، ويكون مثل هذا يتقرر فيما بعده من المعطوفات كما يشير إليه المصنف فى بعضها فمن زعم أنه معطوف على الإبراز على أن يكون وجها آخر مستقلا عنه فقد تعسف لفظا ومعنى (أو التفاؤل) أى: يبرز غير الحاصل فى معرض الحاصل فى جملة الشرط لما فى ذلك الإبراز من التفاؤل الذى هو أن يذكر ما يسر به السامع فإن المخاطب إذا كان يتمنى شيئا فعبر له عنه بما يشعر بحصوله - وهو معنى إبرازه فى معرض الحاصل - أدخل عليه ذلك الإبراز السرور فيكون بذلك مناسبا للمقام، ويأتى الآن مثاله (أو إظهار الرغبة فى وقوعه) أى يبرز غير الحاصل فى معرض الحاصل لأجل إظهار المتكلم الرغبة فى وقوع ذلك الشرط بسبب ذلك الإبراز الحاصل بالتعبير بالمضى فى الاستقبال وذلك (نحو) قولك (إن ظفرت بحسن العاقبة فهو) أى: فذلك الظفر هو (المرام) أى: المراد والتاء فى ظفرت يحتمل أن تضبط بالضم للمتكلم، فيكون مثالا لإظهار الرغبة، أو بالفتح للمخاطب فيكون مثالا للتفاؤل ويحتمل على بعد أن يكون مثالا لهما بأحد الضبطين فقط، أما كون الإبراز لأجل إفادة التفاؤل فقد