ألفاظ الاستفهام:
  الأصل) أى: في أصل استعمالها فأصل هل عرف زيد أهل عرف زيد؟ بإدخال همزة الاستفهام على هل على أنها بمعنى قد فكأنه قيل: أقد عرف زيد؟ (و) هذا أصل استعمالها ثم (ترك الهمزة قبلها) أى: قبل هل أى: أسقطت (لكثرة وقوعها) أى: هل (فى) إرادة (الاستفهام) بمعنى أنه متى أريد الاستفهام عن فعل مع قصد إفادة معنى قد استعملت فيه هل دون قد فلما كثر استعمالها، كذلك أقيمت مقام الهمزة التى كانت تصاحبها كثيرا، وألقى فيها معنى قد فلم تقدر الهمزة أصلا بل تطفلت عليها هل في إفادة معناها فلأجل أنها بمعنى قد في الأصل أدخلت على الفعل دون الاسم كقد مراعاة لمعناه الأصلى ولكن إنما يراعى فيها معناها الأصلى في لزوم موالاتها الفعل إذا وجد الفعل في التركيب وأما إذا لم يوجد أصلا روعى فيها معنى الاستفهام الذي نقلت له فجاز دخولها على الاسم فلا يقبح أن يقال: هل زيد قائم؟ وإنما يقبح أو يمتنع نحو قولك: هل زيد قام؟ والفرق بين التركيبين أنها كما تقدم حيث لم تر الفعل في حيزها تسلت عنه، ولم تتذكر المعاهد والأوطان، وأما إذا رأته أمامها فإنها تتذكر المعاهد، وتحن إلى الأوطان فلا تجد بدا من معانقته على أصلها فلا تقبل تفريق الاسم بينها وبين الفعل الذي هو ألفها ولما كانت منقولة للاستفهام التزم فيها مقتضاه ليبين أصل الغرض الذي نقلت إليه، وذلك هو تخليصها الفعل المضارع للاستقبال؛ لأن حصول المستفهم عنه ينبغى أن يكون استقباليا إذ لا يستفهم عن الواقع في الحال حال شهوده إلا أن يكون على وجه آخر وإلى هذا أشار بقوله (وهى) أى: هل (تخصص) أى تخلص الفعل (المضارع للاستقبال) ولم يذكر الجملة الاسمية والماضي، فظاهره بقاء كل منهما على أصله، وأنها لا تؤثر في أحدهما شيئا.
  ثم التخليص في الحقيقة إنما هو بحكم الوضع كالسين وسوف وكل وما يعلل به فلضبط القاعدة بإبداء مناسبة (ف) لأجل أنها تخصص المضارع بالاستقبال (لا يصح) أن تستعمل فيما يراد به الحال كما في قولك: (هل تضرب زيدا وهو أخوك؟) فإن تقييد الضرب بالأخوة يفيد شيئين: