استعمال النداء في غير معناه كالإغراء
  هذا. (وقد تستعمل صيغته) أى صيغة النداء (فى غير معناه) الأصلى وهو: طلب الإقبال وذلك.
استعمال النداء في غير معناه كالإغراء
  (كالإغراء) وهو الحث على لزوم الشيء كما (فى قولك لمن أقبل) إليك، أو إلى من حضر معك حال كون ذلك المقبل (يتظلم) أى: يظهر ظلم الغير له، وبث الشكوى به (يا مظلوم) فإنك لا تريد بقولك: يا مظلوم إقباله حسا أو معنى، لحصوله، وإنما أردت إغراءه وحثه على زيادة التظلم الذى هو بث الشكوى، وكثيرا ما يؤكد المراد بالتكرار فيقال: يا مظلوم يا مظلوم فى حال تظلمه إظهارا لرحمته وتحريكا لدعايته على الشكوى بذكر ظلمه على وجه النداء، أو بجملة تتضمن معناه، كأن يقال: يا مظلوم اشتك فهذا موضع الشكوى، والعلاقة بين النداء وبين الإغراء المستعمل هو فيه أن الإغراء ملزوم للإقبال إذ لا معنى لإغراء غير المقبل معنى بأن يكون بحيث لا يسمع.
استعمال النداء في غير معناه للاختصاص
  (و) ك (الاختصاص) وهو فى الأصل معلوم، وفى الاصطلاح: أن يؤتى بما يدل على تخصيص حكم معلق بضمير التكلم بشرط أن يكون الدال على ذلك التخصيص صورة منادى أو معرفا بأل أو بالإضافة أو بالعلمية، أما صورة المنادى فكما (فى قولهم أنا أفعل كذا أيها الرجل) فإن أيها الرجل أصله أن يستعمل دالا على تخصيص المعين لطلب الإقبال منه، ولو كان هو المتكلم عند قصد تجريد منادى من نفسه مبالغة كما هو الأصل فى هذا المثال، ثم نقل لمطلق التخصيص لا بقيد كونه لطلب الإقبال، فهو كالمجاز المرسل، فيفيد تخصيص مدلوله المعبر عنه بالضمير بحكم ذلك الضمير، ولما نقل من النداء التزم فيها حكم المنقول عنه من بناء، أى: على الضم، كالنكرة المقصودة، واتباع المحلى بأل إياها بالرفع على أنه صفة من جهة المعنى، فهذا مما يتبع فيه الرفع البناء، ولو كان محله فى الحالة الراهنة النصب على المفعولية بتقدير فعل هو أخص على أن الجملة حالية، ولما كان اسم الاختصاص فى محل النصب على المفعولية وعامله جملة حالية صح أن يفسر معنى تلك الجملة مع معمولها بقوله (أى)